"يا دنيا سامعانا!".. على ألحان مصر، غزة تُطلق "زغرودة النصر" وتُحوّل أغنية شعبية إلى ميثاق للتحرير!
غزة – تحت رماد الصمت الهش الذي خيّم على القطاع المحاصر، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بجهود مصرية محورية، لم يكن صوت الهدوء هو الطاغي، بل كان صوت الحياة، صوت الغناء، صوت الانتصار الشعبي الصارخ.
تحوّلت الساحات والميادين، التي كانت قبل ساعات مسرحاً للقصف والدمار، إلى قاعات احتفال عفوية، حيث انتفضت الحشود الغزاوية، مدفوعة بفيض من الإرادة والمشاعر الجياشة، لترسم مشهد الفرحة الأصدق والأكثر
صدى الأغنية المصرية يتحوّل إلى نشيد مقاومة!
المفارقة المذهلة التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي كعاصفة هي اختيار الأهالي لإيقاع أغنية "يا دنيا سامعاني" المصرية الشهيرة، ليصبح اللحن الذي طالما هزّ الشارع المصري، هو خلفية الأمل في غزة. لكن الكلمات لم تكن هي نفسها، بل أصبحت بياناً سياسياً وميثاقاً وطنياً يُردد بلهجة غضب وعزيمة:
"يا دنيا سامعانا.. أبونا وصانا.. ما أخلي جنس دخيل يخش أقصانا"
هذه العبارات، التي خرجت من أعماق الحناجر المنتصرة، لم تكن مجرد كلمات ابتهاج بوقف إطلاق النار، بل كانت تجسيداً لأقصى درجات الصمود والتمسك بالهوية. لقد حوّل أهل غزة لحناً شعبياً إلى قَسَم وطني أمام العالم، ليؤكدوا أن معركة الوجود ليست محصورة في الميدان العسكري فحسب، بل تمتد إلى الوعي والذاكرة والوجدان.
الدور المصري.. صوت يوحّد الجبهة والروح
إن ترديد أغنية مصرية في قلب الاحتفالات، مع الإشارة إلى الدور المحوري الذي لعبته القاهرة في إنجاز الهدنة، يؤكد عمق الارتباط الثقافي والتاريخي بين الشعبين. لقد أثبتت مصر، عبر مساعيها الدبلوماسية الدؤوبة، أنها ليست مجرد وسيط، بل هي صوت الجبهة الموحّد، وأن تأثيرها يمتد من أروقة التفاوض السياسي إلى شوارع القطاع المحتفل.
لقد كانت تلك اللحظة، التي امتزجت فيها دموع الفرح بالغناء العارم، أبلغ رسالة إلى العالم: هذا الشعب الذي يرقص على أنقاضه لا يُمكن قهره. وإذا كانت المدافع قد صمتت، فإن صوت غزة الناري، الذي ينبعث من حنجرة كل طفل وشيخ وشاب، قد ارتفع ليقول بصوت الأغنية: "يا دنيا سامعانا"، ونحن لن نتنازل.
هل يمكن أن نعتبر هذا التعبير الشعبي دلالة على مدى تأثير الفن المصري في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي في العالم العربي؟
إرسال تعليق