مصر.. أرض الأمن الأبدي ورسالة السلام للعالم: كيف أصبحت شرم الشيخ منصة للحوار لا الصراع؟
تتجه أنظار العالم غداً نحو مصر، حيث يصبح المشهد العالمي مركزاً في شرم الشيخ. هذه اللحظات الفارقة لا تعكس سوى المكانة التي
وصلت إليها مصر سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً على الساحة الداخلية والعالمية، مؤكدة دورها كـمحور للسلام والاستقرار.
مصر.. ركيزة الأمن الإقليمي ومبادرات السلام الدائم
مصر هي بلد الأمن والأمان بامتياز، وظلت ثابتة على موقفها المبدئي الداعي إلى السلام العادل والدائم في المنطقة العربية لأكثر من خمسين عاماً. إنها دائماً صاحبة المبادرات الحقيقية الجادة التي تسعى لترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط.
ويعكس هذا الحضور الدائم ثقة المجتمع الدولي في دور مصر المحوري في دعم الأمن والسلام الإقليمي. وقد اعتادت مدينة شرم الشيخ أن تكون منصة للحوار والملتقيات العالمية الكبرى، بدءاً من مؤتمرات المناخ وصولاً إلى اللقاءات الاقتصادية والسياسية المهمة، لتؤكد مصر مجدداً أنها أرض السلام ورسالتها للعالم هي "الحوار" لا الصراع أو الجدال.
سر الأمن الأبدي: مصر في محراب الوصف القرآني
إن مصر هي الأمن والأمان، وهي بلد محروس بعناية الله وأمانه. ولعل دلالة ذلك تتجلى في حقيقة فريدة: لقد وردت ثلاثة "أماكن" فقط
في القرآن الكريم موصوفة بـالأمن والأمان المطلق:
مصر: على لسان يوسف عليه السلام: "
" (سورة يوسف، الآية 99).
الجنة: قال تعالى: "
" (سورة الحجر، الآيتان 45، 46).
الحرم المكي: قال تعالى: "
" (سورة القصص، من الآية 57).
حب الوطن: القَسَم بالأفعال لا الشعارات
علمنا النبي صلى الله عليه وسلم حب الوطن وضرب أروع الأمثلة في ذلك، فعندما خرج من مكة مهاجراً إلى المدينة، التفت إليها وقال:
"والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت" (رواه البخاري ومسلم).
إن حب الوطن لا يحتاج إلى مساومة ولا مزايدة ولا شعارات رنانة، بل يحتاج إلى أفعالنا التي تشير إليه وتنساب في أصواتنا وتنطق
بها ألسنتنا، وترتبط به طموحاتنا.
فمن أجل الأرض والأوطان راقت الدماء وتشرّدت أمم، ومن أجلها استمر نبض القلوب حباً ووفاءً. لأجل تراب مصر وسمائها ونيلها،
ولأجل كل نسمة هواء فيها، نحن مطالبون أينما كنا أن نؤدي اليمين ونقسم بالله العظيم أن نكون مخلصين لله ونبينا الكريم، ثم لوطننا بالدفاع عنه وصونه ورفعته.
دماء الشهداء ترسم حدود الوطن
إن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن وتحميه. ولقد وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم: "
" (سورة آل عمران، الآية 169).
الوطن هو البطن الثاني الذي يحملنا بعد بطن الأم، وهو السند لمن لا ظهر له، وهو أجمل قصيدة شعر في ديوان الكون. وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي في حبه لمصر:
دعاء وعهد
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم أن تحفظ مصر وكل البلاد العربية والإسلامية والإنسانية كلها، وأن توفقنا وتوفق قادتنا وقادة العالم أجمع لما فيه الخير لأوطاننا. إنه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.
وصلاة وسلاماً على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بقلم: د. شمس راغب عثمان أستاذ بكلية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية الجامعة الإسلامية - بالولايات المتحدة الأمريكية
إرسال تعليق