-->
style="display:inline-block;width:728px;height:90px" data-ad-client="ca-pub-5494815474080203" data-ad-slot="7444598250">

رأفت عبده يكتب :أنا مصري... أنتم مين؟

رأفت عبده يكتب :أنا مصري... أنتم مين؟

بقلم : رأفت عبده 

في زمن تتلاطم فيه أمواج الشك، وتُحاول فيه رياح الفتنة اقتلاع جذور الانتماء، أقف اليوم شامخًا، رافعًا هامتي إلى عنان السماء، صارخًا بملء فمي:

 أنا مصري! فمن أنتم لتشككوا في هويتي؟ من أنتم لتُملوا عليّ تعريفي لنفسي؟

أنا مصري، وليس هذا مجرد ادعاء، بل هو حقيقة راسخة كجبال الأشم التي تشهد على عظمة تاريخي. أنا وريث حضارة عمرها آلاف السنين، خطّت أولى صفحات التاريخ البشري، وعلّمت الدنيا أبجدية الفن والعلم والحكمة.

 دماء الفراعنة تجري في عروقي، وعظمة بناة الأهرامات تسكن روحي.

أنا مصري، أحمل في قلبي نيلًا يتدفق خيرًا وعطاءً، وروحًا صافية كسمائه الصافية. 

أنا ابن الأرض التي روتها دماء الشهداء على مر العصور، دفاعًا عن ترابها وعن كرامتها.

 أنا ابن الفلاح الذي يزرع الأمل في الأرض، والعامل الذي يبني صروح المجد، والمثقف الذي ينير دروب الفكر.



أنا مصري، وهذا يعني أنني أحمل إرثًا من الصمود والتحدي. لقد مرّت على بلادي محن عصيبة، وحاول الكثيرون كسر إرادتها، لكنها ظلت دائمًا تنتفض من تحت الركام، أقوى وأكثر عزمًا.

 إنها قصة وطن يرفض الانكسار، وشعب يأبى الذل.

 فهل كنتم هناك عندما صمدت بلادي؟ هل تعرفون معنى أن تُستهدف وتُحاصر ثم تنهض؟

أنا مصري، أؤمن بقوتي، وأعرف قدر بلادي.

 لا أحتاج إلى شهادة من أحد لأُثبت وجودي، ولا أنتظر اعترافًا من غريب لأُقرر هويتي.

 هويتي محفورة في كل حجر من أرضي، وفي كل نبضة قلب من أبنائي. 

إنها تتجلى في ابتسامة طفل، وفي كدح شاب، وفي حكمة شيخ.

أنا مصري، ولن أسمح لأي كان بأن يُملي عليّ كيف أرى نفسي، أو كيف أُحب وطني.

 حبي لمصر ليس شعارًا أُردده، بل هو نبض قلبي، وعشق روحي. إنه الإيمان بأن هذه الأرض هي أمانة في أعناقنا، وعلينا أن نصونها ونعلي من شأنها.

فمن أنتم أيها المتشككون، أيها الساعون للفتنة؟ من أنتم لتُحاولوا تزييف الحقائق، وتشويه الصور؟ عد إلى حيث أتيتم، فإن مصر باقية بشعبها الأبي، وستظل منارة للعزة والكرامة.

أنا مصري... وسأظل مصريًا، حتى آخر رمق.


شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا