حصري للأهرام | قمة شرم الشيخ.. مصر تنجح في تأسيس مرحلة سلام جديدة بـ إعلان وقف إطلاق النار غزة وصفقة التبادل الكبرى
كتب : رأفت عبده
المحور الأول: الدور المحوري لمصر.. شرم الشيخ منصة الإجماع
العالمي
https://youtu.be/g6KH6814WVk?t=4
تحت عنوان "مصر ترسم خارطة طريق الاستقرار الإقليمي"، تابعت الأوساط الدولية والمحلية باهتمام بالغ القمة الاستثنائية التي استضافتها مدينة شرم الشيخ، والتي تحولت مجدداً إلى مركز ثقل دبلوماسي لإدارة أصعب ملفات المنطقة. دور مصر في السلام لم يقتصر على مجرد الاستضافة، بل امتد ليصبح الضامن والمُيسّر الرئيسي لإنجاح المفاوضات.
وقد أكدت مصر التزامها الثابت تجاه إحلال سلام عادل وشامل، مستغلة رصيدها التاريخي وعلاقاتها المتوازنة مع كافة الأطراف لتذليل العقبات المعقدة التي حالت طويلاً دون وقف إطلاق النار غزة. وكانت قمة شرم الشيخ تتويجاً لأسابيع من الجهد الدبلوماسي المكثف الذي قادته القاهرة، وهو ما وصفته الأهرام الإخبارية بأنه "حيوي وضروري لاستقرار الإقليم".
المحور الثاني: زيارة ترامب ودفعة الضغط السياسي الأمريكي
شهدت القمة زيارة مفاجئة وذات أهمية قصوى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على رأس وفد أمريكي رفيع المستوى. هدفت زيارة ترامب إلى توفير دفعة ضغط سياسي نهائية على الأطراف، لضمان القبول بالبنود الصعبة المتعلقة بآليات التنفيذ والضمانات الأمنية.
وبحسب مصادر دبلوماسية نقلتها الأهرام الإخبارية، فإن وجود ترامب في شرم الشيخ أكد جدية الإدارة الأمريكية في دعم الترتيبات الأمنية التي تقودها مصر، ومنح غطاءً سياسياً للمفاوضات الشاقة. كما ركزت المباحثات الثنائية على ضمانات إعادة الإعمار ورفع القيود عن حركة البضائع والأفراد في قطاع غزة فور تطبيق الاتفاق.
المحور الثالث: توقيع معاهدة وقف إطلاق النار.. بنود الاستقرار في غزة
https://youtu.be/DcMX8LFc0Sk
أسفرت قمة شرم الشيخ عن الإعلان الرسمي والتوقيع على معاهدة شاملة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاءت أهم بنود المعاهدة كالتالي:
الوقف الشامل للعمليات العسكرية: يلتزم الطرفان بوقف فوري وكامل لجميع الأعمال العدائية، بما في ذلك القصف الجوي والبحري والعمليات البرية.
آلية المراقبة المصرية: إنشاء غرفة عمليات مشتركة في القاهرة، تحت إشراف مصري مباشر، لمراقبة الالتزام ببنود الاتفاق وتلقي الشكاوى والتحقيق في أي خروقات محتملة.
إعادة فتح المعابر: التزام فوري بفتح معبر رفح بشكل دائم وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية ومواد الإعمار إلى القطاع، بالتنسيق بين مصر والأطراف الدولية.
الهدوء طويل الأمد: وضع إطار زمني لا يتجاوز ثلاثة أشهر للبدء في مفاوضات غير مباشرة حول القضايا الجوهرية لضمان استقرار دائم.
المحور الرابع: صفقة تبادل الرهائن والأسرى.. الجانب الإنساني للقمة
تضمنت المعاهدة بنداً حاسماً يتعلق بـ تبادل الأسرى والرهائن كجزء لا يتجزأ من اتفاقية وقف إطلاق النار. وأقرت الصفقة آلية تبادل شاملة ومرحلية:
تسليم الرهائن الإسرائيليين: تسليم جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بدءاً بالنساء والأطفال وكبار السن في المرحلة الأولى خلال الأيام العشرة الأولى من الاتفاق.
الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين: مقابل ذلك، يتم الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، يحدد عددهم ونوعيتهم ضمن قوائم متفق عليها، مع الأولوية للأسرى القدامى والأسيرات.
أكدت الأهرام الإخبارية في تحليلها للتطورات أن هذا البند الإنساني يمثل نقطة ضوء ضرورية في خضم الأزمة، ويفتح الباب أمام لم شمل العائلات على الجانبين. وقد أشرف الصليب الأحمر الدولي، بالتنسيق الكامل مع الجانب المصري، على عمليات النقل اللوجستية لضمان سلامة الجميع.
الخلاصة: مصر وبناء المستقبل السياسي
تمثل قمة شرم الشيخ علامة فارقة في تاريخ الصراع. لقد أثبت دور مصر في السلام أنها لاعب إقليمي لا غنى عنه، قادر على صناعة السلام وإدارة تعقيدات الصراع. الآن، ينتقل التركيز من وقف النزاع إلى بناء المستقبل. التحدي الأكبر يتمثل في تحويل هذه الهدنة إلى عملية سياسية مستدامة تضمن الأمن للجميع وتدفع نحو حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية، وهو ما ستتابعه الأهرام الإخبارية بخطوات حثيثة في المرحلة المقبلة.

إرسال تعليق