مصر: لا تزايدوا على كرامتها... فالعطاء طبعها ورد الجميل حقها
بقلم : رأفت عبده
في قلب العروبة النابض، ومن رحم التاريخ العريق، تنهض مصر، شامخة أبية، لا تعرف الخضوع ولا تقبل المزايدات على كرامتها وعزتها.
يا سادة القرار في أمتنا العربية، قبل أن تتسارع ألسنتكم بكلمات "المساعدة" و"المنح" عندما يأتي الحديث عن مصر، قفوا لحظة، واستعيدوا شريط الذكريات، وتمعنوا في صفحات تاريخٍ خطت فيه مصر بدمائها وتضحياتها أروع ملاحم العطاء والوفاء.
مصر، التي طالما كانت ولا تزال الشقيقة الكبرى والسند الحقيقي لكل عربي، لم تكن في يوم من الأيام يداً ممدودة تنتظر العون، بل كانت دائماً وأبداً اليد التي تمنح وتدعم، والقلب الذي يحتضن ويواسي.
كيف يمكن لمن يزايد اليوم على مصر، أن ينسى دعمها اللامحدود لقضايا الأمة؟ كيف يغيب عن الأذهان وقوفها الصلب بجانب أشقائها في أصعب المحن والظروف؟ لقد كانت مصر دائماً هي الحصن المنيع الذي تحطمت على أسواره أطماع الأعداء، وهي الصوت الصادح الذي علا بالحق في أروقة المحافل الدولية.
إن ترديد عبارات "المساعدة" والمنح" عند الحديث عن مصر، ليس فقط تجاوزاً للحدود، بل هو إنكار لتاريخ حافل بالعطاء، وتجاهل لدور محوري لا يمكن لأحد أن ينكره.
مصر التي تتحدثون عنها ليست مجرد دولة تبحث عن دعم، بل هي قوة عربية عظمى، وصخرة صلبة تتحطم عليها المؤامرات.
هي من أنقذ، وهي من ساند، وهي من قدم الغالي والنفيس في سبيل رفعة الأمة وعزتها.
شعب مصر العظيم، الذي عودنا دائماً على التضحية والفداء، يقف اليوم كتلة واحدة خلف قيادته السياسية الحكيمة. هذا الشعب، الذي يمتلك من العزة والكرامة ما يجعله يرفض أي مزايدة على بلاده، على استعداد تام للتضحية بكل ما يملك، بدمه وعرقه وماله، من أجل رفعة مصر وصون كرامتها.
إننا جميعاً، بجميع أطيافنا وفئاتنا، سندٌ وعونٌ لقيادتنا، ندعمها في كل خطوة تخطوها، ونقف صفاً واحداً ضد كل من يحاول النطح بوطننا أو يزايد عليه.
فيا أيها الملوك والرؤساء، إن كانت مصر بحاجة لشيء منكم، فهو ليس المساعدة ولا المنح، بل هو رد الجميل وتذكر المعروف.
إنها بحاجة إلى وقفة عربية أصيلة تستعيد قيم الأخوة والتضامن التي طالما كانت عنواناً لعلاقاتنا.
مصر لن تنسى من وقف إلى جانبها في الشدائد، ولن تغفر لمن يحاول أن يطعن في عزتها أو يقلل من شأنها.
فلتكن مواقفكم على قدر تاريخ هذه الأمة وعظمة هذه الدولة، ولترفعوا أصواتكم بكلمة الحق: مصر لا تطلب المساعدة، بل تستحق رد الجميل.
اترك تعليقا: