-->
style="display:inline-block;width:728px;height:90px" data-ad-client="ca-pub-5494815474080203" data-ad-slot="7444598250">

صرخة من غزة: ليست حربًا... بل إبادة جماعيةمتى يستيقظ الضمير؟

صرخة من غزة: ليست حربًا... بل إبادة جماعيةمتى يستيقظ الضمير؟

بقلم رأفت عبده 

في هذا الزمن الذي تتراقص فيه الأقنعة وتتغير فيه الحقائق، وتُقلب فيه الموازين، يطل علينا واقعٌ أشد قسوة ومرارة من أن تستوعبه العقول أو تحتمله القلوب.

 في بقعةٍ من الأرض، لطالما كانت منبعًا للسلام ومهدًا للرسالات السماوية، تشتعل نيرانُ حربٍ لا هوادة فيها، حربٌ لا تفرق بين طفل وشيخ، امرأة ورجل، ولا تراعي حرمةً لبيت أو مسجد أو مستشفى. إنها ليست مجرد "حرب" بالمعنى التقليدي للكلمة، وليست صراعًا يمكن أن تصفه قواميس القتال، بل هي كارثة إنسانية متكاملة الأركان، جريمة بحق البشرية تتجاوز كل الخطوط الحمراء، وتخترق كل المواثيق والمعاهدات الدولية.

 إن ما يجري على أرض فلسطين المحتلة، وبشكل خاص في قطاع غزة، ليس إلا إبادة جماعية مكتملة الأركان، تُنفذ أمام مرأى ومسمع العالم، في صمتٍ مريب وتخاذلٍ مخزٍ.

لقد تحولت غزة، هذه البقعة الصغيرة من الأرض، إلى سجنٍ كبير، بل إلى مقبرة جماعية مفتوحة، حيث تتناثر أشلاء الأبرياء تحت أنقاض منازلهم، وتُقطع أوصال الحياة بلا رحمة. 

يُحرمون من أبسط مقومات العيش الكريم: الماء، الغذاء، الدواء، الكهرباء، وحتى الهواء النقي بات ترفًا لا ينالونه إلا بصعوبة.

 أين هي الشرائع التي تتحدث عن حماية المدنيين؟ أين هي الأصوات التي تُطالب بوقف العنف؟ هل تحجرت القلوب إلى هذا الحد، أم أن المصالح باتت أعمى من أن ترى الدماء تسيل كالأنهار؟

إن استخدام مصطلح "حرب" في وصف ما يحدث هو تضليل وتزييف للواقع. الحرب تقتضي طرفين متكافئين، أو على الأقل، قدرًا من التوازن في القوة، وفي الالتزام بالقوانين الدولية. لكن ما نشهده هو استهداف ممنهج ومقصود للمدنيين، تدمير للبنية التحتية، حصار خانق يهدف إلى تجويع شعب بأكمله وإجباره على التهجير القسري. 

إنها سياسة الأرض المحروقة، التي لا تهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية بقدر ما تهدف إلى محو وجود شعب من على وجه الأرض.

صرخة الإنسانية: غزة تُذبح على مرأى العالم!

في كل زاوية من زوايا غزة، قصة ألم لا توصف، وصرخة استغاثة لا تجد من يجيب. المستشفيات باتت أهدافًا مشروعة، المدارس والمساجد ملاجئ تتحول إلى مقابر، والأطفال هم الضحايا الأكثر عددًا، شهودًا على وحشية لم يروا لها مثيلًا.

 إنها ليست حربًا، بل هي جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسانية، ترقى إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية التي تُحرمها كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية.

 إن صمت العالم هو تواطؤ، وتخاذله هو مشاركة في الجريمة

فيا أيها العالم، ويا أيها أصحاب الضمائر الحية، إن التاريخ لن يرحم صمتكم، ولن يغفر لكم تخاذلكم. متى تستيقظون من سباتكم العميق؟ متى ترفعون أصواتكم بالحق وتتوقفون عن الكري بالظلم؟ إن دماء أطفال غزة لن تذهب هدرًا، وصرخات نسائها وشيوخها ستظل تدوي في جنبات التاريخ، شاهدة على جريمة إبادة جماعية ارتُكبت في وضح النهار. 

حان الوقت لتسمية الأشياء بمسمياتها، حان الوقت لوقف هذه المجزرة، حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من الإنسانية في هذا العالم!

 فهل من مستجيب لنداء الواجب، وصرخة الحق التي تدوّي من قلب غزة الجريحة؟

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا