-->
style="display:inline-block;width:728px;height:90px" data-ad-client="ca-pub-5494815474080203" data-ad-slot="7444598250">

صرخة في أرجاء البيت: "أين أمي؟"


صرخة في أرجاء البيت: "أين أمي؟"


بقلم : المستشار هيثم عبد العزيز 

هدوء يخيم على جدران المنزل، سكون يكاد يكون مُطبقًا. أدخل بخطوات ثقيلة، لا أبحث عن حاجة مادية، لا أطلب أمرًا عاجلًا. سؤال واحد فقط يلح على لساني، يخترق الصمت كالسهم: "أين أمي؟".

ليس لدي اليوم مطلب سوى رؤيتها، طيفها الذي يبعث في الروح سكونًا، ونظرتها التي تمنح القلب راحة بال لا يضاهيها كنوز الدنيا. غيابها ولو للحظات يترك فراغًا موحشًا، كأن نورًا خافتًا انطفأ فجأة في عتمة الليل.

أبحث عنها بعيني في كل زاوية، أتوق لرؤية ابتسامتها الدافئة، لسماع صوتها الحنون الذي يطرد وساوس الأيام. هي الأمن والأمان، هي الحضن الذي ألجأ إليه من قسوة العالم.

اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا من وسعت رحمتك كل شيء، أنعم على أمي بالستر الذي يغطيها من كل سوء، وبالصحة التي تقويها وتسعد قلبها. اجعل أيامها نورًا، ولياليها سلامًا، واحفظها لي سندًا وعونًا ما حييت.

هذا البيت بدونها ليس مجرد جدران وأثاث، بل هو جسد بلا روح، وروح تبحث عن نبضها الضائع. "أين أمي؟" ليست مجرد سؤال، بل هي صرخة حب، ونداء شوق، ودعاء ملح بالبقاء والقوة.


شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا