إلى متى الصمت؟ إلى متى المجاعة تفتك ببراعم غزة؟
يا ضمائر العالم المتآكلة، يا إنسانيتنا المذبوحة على أعتاب المصالح والسياسات القذرة! إلى متى سنظل نشاهد صور الموت البطيء، صور العيون الغائرة والأجساد النحيلة التي تكاد أن تتلاشى، وهي تلتهم ما تبقى من براءة أطفال غزة؟ إلى متى سيستمر هذا الصمت المخزي، هذا التواطؤ البشع مع آلة القتل والحصار التي تحيل حياة الصغار إلى كابوس أبدي؟
<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5494815474080203"
crossorigin="anonymous"></script>
<!-- head ahram -->
<ins class="adsbygoogle"
style="display:inline-block;width:728px;height:90px"
data-ad-client="ca-pub-5494815474080203"
data-ad-slot="7444598250"></ins>
<script>
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
</script>
في كل دقيقة تمر، يخسر جيل كامل من أطفال غزة حقهم في الحياة، في النمو، في الحلم بمستقبل آمن ومزدهر. بدلًا من الألعاب والضحكات، تملأ آذانهم أصوات القصف والانفجارات. بدلًا من الحضن الدافئ لأمهاتهم، يلفهم خوف قاتل ورعب دائم. وبدلًا من الغذاء الصحي الذي يبني أجسادهم وعقولهم، يواجهون شبح المجاعة الذي ينهش أجسادهم الغضة ويقضي على آخر بصيص من الأمل.
<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5494815474080203"
crossorigin="anonymous"></script>
<!-- head ahram -->
<ins class="adsbygoogle"
style="display:inline-block;width:728px;height:90px"
data-ad-client="ca-pub-5494815474080203"
data-ad-slot="7444598250"></ins>
<script>
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
</script>
أطفال غزة ليسوا أرقامًا في بيانات إحصائية، وليسوا مجرد صور مؤثرة تُعرض على شاشات التلفزيون لثوانٍ معدودة ثم تُنسى. هم أرواح بريئة، لهم الحق في أن يعيشوا طفولتهم كاملة، أن يذهبوا إلى مدارسهم بأمان، أن يلعبوا في شوارعهم بحرية، أن يحلموا بمستقبل مشرق كبقية أطفال العالم. لكن قساوة الحصار وجرائم الحرب تحيل أحلامهم إلى كوابيس، وتحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
أين منظمات حقوق الإنسان التي تدعي الدفاع عن كرامة الإنسان؟ أين المؤسسات الدولية التي تتغنى بحماية الطفولة؟ أين زعماء العالم الذين يرفعون شعارات العدل والسلام؟ أما هزت ضمائركم صور الأطفال الذين يتضورون جوعًا؟ أما أيقظت إنسانيتكم أنين الأمهات الثكالى؟ أما استصرختكم نظرات الخوف واليأس في عيون الصغار؟
إن صمتكم هو جريمة أخرى تضاف إلى سجل الجرائم المرتكبة بحق أطفال غزة. صمتكم يمنح الضوء الأخضر للمجرمين للاستمرار في غيهم، ويقتل كل بارقة أمل في غد أفضل. صمتكم وصمة عار ستلاحقكم إلى الأبد، وستشهد عليها أجيال قادمة كيف تخاذل العالم وتخلى عن أطفال أبرياء يواجهون الموت جوعًا وقصفًا.
إننا نطلقها صرخة مدوية من هنا: كفى صمتًا! كفى تواطؤًا! كفى تجاهلًا لمعاناة أطفال غزة! يجب على العالم أن يتحرك الآن، قبل فوات الأوان، لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة. يجب رفع الحصار الظالم فورًا، وتوفير الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة. يجب محاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة.
أطفال غزة يستحقون الحياة، يستحقون الأمان، يستحقون مستقبلًا. فلنكن صوتهم الصارخ في وجه هذا الصمت القاتل، ولنعمل بكل ما أوتينا من قوة لإنهاء هذه المأساة الإنسانية التي تلطخ جبين الإنسانية جمعاء. إلى متى سنظل نشاهد المجاعة تفتك ببراعم غزة؟ الإجابة تقع على عاتق كل واحد منا.
اترك تعليقا: