U3F1ZWV6ZTExNzExNjIzMDIyMzZfRnJlZTczODg3MDQ1MTQwMQ==

الأب.. الوطن الأول والسند الأبدي

:

 الأب.. الوطن الأول والسند الأبدي


بقلم : رافت عبده 

هناك لحظات في الحياة تترك بصمتها في الروح قبل أن تتركها في القلب… لحظات تختزل معاني التضحية، والوفاء، والحب الخالص. ومن بين هذه اللحظات مشهد لا يُنسى ولا يُمحى من الذاكرة: ابن يقبّل يد والدته، أو ابن يكتب بصدق عن والده، عن ذاك العملاق الذي لا تهزه الأيام، ولا تُضعفه السنين، لأنه ببساطة الأب… كلمة تختصر الكون كله.

لقد شدتني سطور نزلت على صفحة صديقي المحترم هشام عبد الله، بقلم صديقه الأستاذ محمد، وهو يسطر أعذب الكلمات عن والده، الرجل الذي يصادف عيد ميلاده غداً. وما أعظمها مناسبة أن نكتب عن الآباء… عن هؤلاء الذين هم أول حائط أمان، وأول وطن، وأول قدوة نتعلم منها الرجولة بمعناها الأصيل.

الأب ليس مجرد شخص في حياتنا… بل هو المدرسة التي لا تُغلق أبوابها أبداً، هو النبع الذي لا ينضب عطاؤه، هو الصديق الذي لا يخون، والسند الذي لا يسقط، والظل الذي يرافقنا حتى ونحن في أشد لحظات العزلة والوحدة.

ذلك الأب العظيم الذي يتحدث عنه المقال، لم يكن مجرد والد، بل كان الصاحب والرفيق، والضحكة الصافية، والكتف الذي يُسند الأحزان قبل أن تنطق بها الشفاه. هو الذي يزرع فينا الثقة دون أن يتكلم، ويرسم في قلوبنا الرجولة دون خطب طويلة، بل بمواقف تُكتب في ذاكرة العمر.

يا لها من كلمات صادقة حين قال الكاتب:
"أبويا مش بس أب… ده الصاحب والضهر والسند، ده الأمان اللي طول عمري متطمن بيه"… جملة تُشعل في القلب حرارة الفخر، وتُذيب في الروح كل جليد.

إن الأب هو ذاك الجدار الذي نتكئ عليه ولا يلين، واليد التي ترفعنا مهما تعثرنا. هو الصديق الذي نبوح له بأسرارنا فنجد عنده الكلمة التي تُداوي، والنظرة التي تمنحنا القوة. هو النور الذي يُضيء البيت حتى في أحلك الليالي، وهو الدعوة الصادقة التي تسبقنا إلى السماء.

فأي نعمة أعظم من وجود أب كهذا؟ وأي عيد ميلاد أجمل من أن يكون لأعظم هدية وهبنا الله إياها؟

غداً ليس مجرد يوم عادي… بل هو ميلاد السند، ميلاد الضهر، ميلاد الرجل الذي تُقاس به القلوب العظيمة.

كل عام وأنت بخير أيها الأب العظيم… كل عام وأنت تاج فوق الرؤوس، وسند للأرواح، ونور للبيوت… وكل عام وأنت معنى الرجولة في زمن عزّت فيه الرجولة.

اللهم احفظه بحفظك، وبارك في عمره وصحته، واجعل أيامه كلها سعادة وبركة، كما كان لنا دائماً ضهراً وسنداً ونوراً لا ينطفئ.

تعرف على تفاصيل اكثر اضغط هنا لمشاهده التفاصيل 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة