الصفحات

أصواتكم أمانة… لا تتركوها فريسة لسماسرة السياسة وباعة الوعود"حين يبيع الناخب صوته للنفوذ... تسقط الديمقراطية في فخ الولاءات العمياء"


أصواتكم أمانة… لا تتركوها فريسة لسماسرة السياسة وباعة الوعود"حين يبيع الناخب صوته للنفوذ... تسقط الديمقراطية في فخ الولاءات العمياء"

✍️ بقلم /رأفت عبده 

في لحظة فارقة من تاريخ أي أمة، تصبح ورقة التصويت أثمن من الذهب وأغلى من كل وعود السياسيين، فهي ليست مجرد مستطيل صغير من الورق، بل شهادة ميلاد لمستقبل أفضل… أو شهادة وفاة لحلم الديمقراطية.

لكن ما جدوى هذا السلاح الشعبي إذا تحوّل من أداة لاختيار الأكفأ إلى هدية مجانية تُمنح بدافع المجاملة، أو تحت سطوة النفوذ والمال؟ ما جدوى صندوق الاقتراع إذا تحوّل من منصة للتغيير إلى طاولة صفقات اجتماعية، حيث الولائم تُستبدل بالبرامج، والعشائرية تحل محل الكفاءة، و"رد الجميل" يتغلب على مصلحة الوطن؟


إنها أزمة وعي كبرى، أشبه بمن يسير على حافة هاوية وهو يبتسم، غير مدرك أن سقوطه حتمي… أزمة تجعل الانتخابات في بعض المجتمعات مجرد عرض مسرحي هزيل، يرفع فيه الستار على وجوه معروفة، ويُغلق على وعود زائفة، ثم يتكرر المشهد وكأن شيئًا لم يكن… وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.

هيمنة النفوذ… واغتيال الكفاءة بالمال

الانتخابات في جوهرها مشروع جماعي لاختيار الأكفأ والأقدر على تمثيل الأمة. 

لكن، في واقعنا، تغزوها الولاءات الضيقة والانتماءات القبلية، فتُقصى الكفاءات لصالح أصحاب الجاه والسطوة، ويُمنح المقعد النيابي لا لصاحب الرؤية، بل لصاحب "العزوة".

هنا، تتحول العملية الانتخابية من أداة إصلاح إلى ماكينة إعادة إنتاج نفوذ قديم، فتُفرغ الديمقراطية من معناها، وتتحول المجالس التشريعية إلى مقاعد شرف، يجلس عليها من لا يعرفون معنى التشريع أو المساءلة.

حين يتحول المقعد النيابي إلى غنيمة

في بعض الدوائر، يُقاس "ثقل" المرشح بعدد الولائم التي أقامها، أو حجم موكبه، أو عدد الأيادي التي صافحها في العزاءات، بينما يُهمل السؤال الأهم: هل يملك هذا المرشح رؤية حقيقية لخدمة الوطن؟

النتيجة واضحة: مجالس بلا روح، قرارات بلا أثر، تنمية متعثرة، وناخبون يشعرون أن صوتهم لا يغير شيئًا، فينصرفون عن المشاركة السياسية، تاركين الساحة خالية لأصحاب النفوذ.

الوطن لا يُبنى بالمجاملات

لا قوانين انتخابية عادلة ستثمر إذا غاب الوعي الشعبي، ولا إصلاح سياسي سينجح إذا ظل الناخب أسير العاطفة أو القبيلة. الحل يبدأ من الداخل… من العقل قبل الصندوق.

لا بد من ثورة وعي، تقودها المدارس والجامعات والإعلام، وتتبناها مؤسسات المجتمع المدني، لترسيخ ثقافة أن الوطن فوق الأشخاص، وأن الكفاءة فوق الجاه.

المطلوب أن نمنح أصواتنا لأصحاب الرؤية والخبرة، حتى لو كانوا بلا نفوذ مادي، لأن صوتك هو استثمار في مستقبل أولادك، لا هدية لمن 

نحن على أعتاب مرحلة سياسية جديدة، والفرصة ما زالت بأيدينا.

 ورقة الاقتراع التي تمسك بها ليست رمزًا بسيطًا، بل عهد مع الوطن. 

كل صوت يذهب لغير مستحقه هو خطوة إلى الخلف، وخيانة لحق مصر في التقدم.

فلنجعل من الانتخابات القادمة شهادة حية على نضجنا السياسي، لا وصمة على جبين ديمقراطيتنا.

في الانتخابات القادمة… لا تكن ضحية لابتسامة منافق، ولا فريسة لوعود سمسار سياسي.

صوتك مش للبيع، وكرامة بلدك مش للمساومة.

كل صوت يذهب لغير مستحقه هو طعنة في ظهر الوطن، وخيانة لحقه في التقدم.

تذكر: السماسرة يختفون بعد فرز الصناديق، لكن آثارهم المدمرة تبقى لسنوات.

احسم أمرك… وكن أنت خط الدفاع الأول عن مستقبل مصر.

الوطن لا يطلب منك سوى أن تحسن الاختيار… أما النفوذ والولاءات العمياء، فمكانها مزبلة التاريخ

لمعرفه المزيد اضغط هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق