الطموح: إرادة تتجسد في خطوات نحو القمة!
بقلم : مريم بشير
في غمرة هذه الحياة المتلاطمة، حيث تتراقص الأحلام على أوتار الواقع، ويتبارى البشر في سباق محموم نحو تحقيق الذات، يبرز الطموح كقوة دافعة جبارة، لا مجرد حلم عابر يداعب الخيال، بل إرادة صلبة تتجسد في خطوات ثابتة، ترسم طريقنا نحو الأفضل.
إنه ليس ترفًا للراغبين في الرفاهية، ولا وهماً للضعفاء، بل هو نبض الحياة الذي يدفعنا للمضي قدمًا، للسعي الدائم، ولتحويل المستحيل إلى ممكن.
كم من مرة سمعنا قصص نجاح أذهلت العقول، وكم من مرة رأينا إنجازات فاقت كل التوقعات! خلف كل قصة نجاح تكمن إرادة لا تلين، وعزيمة لا تعرف المستحيل، وطموح يشتعل كنار لا تنطفئ. إنه الوقود الذي يغذي محرك الإنجاز، والبوصلة التي ترشدنا في بحر الحياة المتلاطم. بفضل الله، يتحقق الكثير، وقد نتعثر في بعض الأحيان، وقد تواجهنا عثرات وصعاب، ولكن يجب أن يظل دافعنا الوحيد هو الاستمرارية، تلك القوة الخفية التي تدفعنا للنهوض بعد كل سقطة، وللمضي قدمًا بعد كل عقبة. إنها الثقة المطلقة بأن الله لن يضيع أجر من أحسن عملاً، وأن السعي الصادق لا يذهب هباءً.
تذكر دائمًا، يجب أن تكون عينك على ورقتك وهدفك. لا تلتفت إلى الضجيج الخارجي، ولا تسمح للمشتتات أن تبعدك عن مسارك. ارسم هدفك بوضوح، وثق بقدراتك، واعلم أن كل خطوة تخطوها، مهما بدت صغيرة، تقربك أكثر من مرادك.
في رحلة الطموح هذه، لا يمكننا أن نغفل عن قيمة الدعم والعون. إن كل يد امتدت إليك، وكل كلمة تشجيع قيلت لك، وكل شخص قربك خطوة واحدة من طموحك، هم بمثابة ركائز أساسية لضمان استمراريتك. هؤلاء هم السند الحقيقي، الضمانة التي تمنعك من السقوط، والوقود الذي يعيد شحن طاقتك عندما تتضاءل. تذكر قول الله تعالى: " وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ".
إن الشكر والتقدير لكل من دعمك ليس مجرد عرفان بالجميل، بل هو استثمار في علاقات إيجابية تدفعك نحو الأمام.
السعي واحترام الذات: مفتاح تحقيق الهدف
لهذا السبب، نسعى جاهدين لفعل كل ما نحبه، وكل ما يمكن أن يقربنا من هدفنا المنشود. تحقيق الأهداف ليس ضربة حظ، بل هو نتيجة للسعي المتواصل والعمل الدؤوب، بالإضافة إلى احترام الذات بكل مكوناتها. احترام قوتك وإمكانياتك، وكذلك احترام نقاط ضعفك والعمل على تجاوزها أو تقبلها.
إن معرفة الذات، وتقييمها بصدق، هو أول خطوة نحو التطور والتقدم.
أسأل الله أن يرزقني وإياكم التوفيق في كل أمورنا، وأن لا نكون من "الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا".
اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء والكبر. إن الطموح الحقيقي يتجلى في الإخلاص لله، والعمل الصالح، والسعي الدائم لمرضاته.
اترك تعليقا: