-->
style="display:inline-block;width:728px;height:90px" data-ad-client="ca-pub-5494815474080203" data-ad-slot="7444598250">

دوامة الديون: حلم المشاريع الصغيرة وكابوس الأقساط!

  دوامة الديون: حلم المشاريع الصغيرة وكابوس الأقساط!

بقلم رأفت عبده 

في قلب كل مواطن طموح، تتراقص أحلام المشاريع الصغيرة والمتوسطة كبارقة أمل في بحر البطالة وضيق الحال. يرى فيها الكثيرون قارب النجاة الذي سيعبر بهم إلى شط الأمان المالي، فرصة لانتشال أنفسهم وعائلاتهم من قبضة الحاجة.

 ولكن، ما إن يخطو أحدهم أولى خطواته نحو هذا الحلم، حتى يجد نفسه غارقًا في دوامة لا تنتهي من الضغوط، تبدأ ببريق الوعود وتنتهي بكابوس الأقساط وفوائد لا ترحم.

 البداية الواعدة: عندما يبتسم البنك!

كم من الشباب والمواطنين الحالمين يتوجهون إلى البنوك، يحملون في عقولهم خططًا طموحة ومشاريع واعدة، آملين في الحصول على التمويل اللازم لبدء رحلتهم الريادية! في البداية، تبدو الأمور وردية، فالبنوك ترحب بهم بأذرع مفتوحة، تقدم لهم القروض التي تبدو وكأنها الحل السحري لكل مشاكلهم.

 تُعرض عليهم خطط سداد ميسرة، ويُغرقون في تفاصيل الأرقام والنسب المئوية التي تبدو منطقية على الورق. يخرج المقترض من البنك بابتسامة عريضة، يحمل في جيبه ورقة القرض التي هي مفتاح أحلامه، غير مدرك تمامًا أن هذه الورقة قد تتحول إلى قيد يكبل مستقبله.

صدمة الواقع: ضغوط الأقساط والفوائد الخانقة!

ما إن تبدأ عجلة المشروع في الدوران، حتى تبدأ ضغوط سداد الأقساط في الظهور. فالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، بطبيعتها، تحتاج إلى وقت لتنمو وتحقق الأرباح المرجوة. 

قد تواجه ظروفًا غير متوقعة، مثل تباطؤ السوق، أو ارتفاع أسعار المواد الخام، أو حتى أزمات اقتصادية مفاجئة. هنا تبدأ المشكلة الحقيقية: الموعد النهائي لسداد القسط يقترب، والأرباح لم تتحقق بعد بالشكل الكافي.

في هذه اللحظة، يجد المواطن نفسه بين سندان الحاجة ومطرقة البنك. 

يحاول جاهدًا الوفاء بالتزاماته، قد يلجأ إلى الاقتراض من هنا وهناك، أو حتى بيع بعض ممتلكاته لتغطية القسط المستحق. ولكن ماذا يحدث عندما يتأخر المواطن عن السداد؟ هنا يأتي الدور المظلم في هذه الحكاية.

 فخ التأخير: دوامة الفوائد التي لا ترحم!

البنوك، التي كانت بالأمس القريب تبتسم وتقدم الوعود، تتحول إلى كيان صارم لا يعرف الرحمة.

 تتسارع عجلة الفوائد التأخيرية لتضاف إلى أصل الدين، وبنسب قد تكون لا تطاق.

 فجأة، يجد المقترض أن المبلغ المطلوب منه قد تضاعف بشكل مرعب، وأن القسط الشهري أصبح عبئًا لا يمكن تحمله بأي شكل من الأشكال.

هذه الفوائد المركبة، التي تتراكم ككرات الثلج، هي الشرارة التي تشعل فتيل المشاكل الكبرى.

 يبدأ المقترض في الشعور باليأس والإحباط، فالمشروع الذي كان أمله الوحيد، تحول إلى مصدر للقلق والضغط النفسي. 

العلاقات الأسرية تتأثر، الصحة تتدهور، ويصبح المواطن أسيرًا لدوامة من التفكير المستمر في كيفية الخروج من هذا المأزق. تتوالى الاتصالات من البنوك، والتهديدات بالإجراءات القانونية، مما يزيد الطين بلة ويدفع المقترض إلى حافة الهاوية.

الخروج من المأزق: هل من سبيل؟

في النهاية، يجد الكثيرون أنفسهم في فخ الديون الذي لا يعرفون كيف يخرجون منه. 

فالمشروع الذي كان بوابة الأمل، أصبح طريقًا مسدودًا يؤدي إلى الفقر واليأس. 

إنها مأساة حقيقية يعيشها الآلاف من الطموحين، الذين يحاولون النهوض بأنفسهم ومجتمعاتهم، ليجدوا أنفسهم محاطين بقوانين صارمة ونظم مالية لا تراعي الظروف الإنسانية.

إن هذه المشكلة ليست فردية، بل هي قضية مجتمعية تتطلب وقفة جادة.

 فالمشاريع الصغيرة والمتوسطة هي قاطرة التنمية الاقتصادية في أي بلد، ودعمها لا يجب أن يكون مجرد شعار، بل سياسات واضحة تضمن للمقترضين الحماية والفرصة الثانية. 

فهل من حل لهذه الدوامة؟ هل يمكن أن نرى نظامًا ماليًا يدعم الطموح ويحتوي التعثر، بدلًا من أن يدفعه إلى الهاوية؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يشغل بال كل مهتم بمستقبل هذا الوطن.

لمعرفه المزيد اضغط هنا 

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا