غزة تموت جوعًا.. هل من مُغيث بينما
يتسابق العالم في وتيرة الحياة المتسارعة، تترنح غزة تحت وطأة حصار خانق يهدد بكارثة إنسانية وشيكة. في هذا القطاع الساحلي الصغير، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، أصبح الجوع رفيقًا دائمًا وموتًا يطرق الأبواب بقوة لا تعرف الرحمة.
لقد تحولت غزة إلى سجن كبير، يضيق الخناق على سكانه يومًا بعد يوم. نقص الغذاء ليس مجرد نقص في بعض السلع الكمالية، بل هو غياب شبه كامل لأبسط مقومات الحياة.
رفوف المتاجر فارغة، إن وجدت، والأسعار إن توفرت بعض السلع، أصبحت خيالية وتتجاوز قدرة معظم السكان على الشراء.
تتحدث التقارير الواردة من القطاع عن حالات سوء تغذية حادة بين الأطفال، ووفيات بدأت تظهر نتيجة للجوع والمرض الذي يتفشى بسبب غياب الرعاية الصحية والمياه النظيفة.
المستشفيات، التي كانت تعاني بالأصل من نقص حاد في المعدات والأدوية، باتت عاجزة تمامًا عن تقديم أي علاج في ظل هذا الواقع المرير.
الأطباء يواجهون خيارًا صعبًا بين محاولة إنقاذ حياة المصابين أو توفير ما تبقى من إمدادات للذوعين.
الصور القادمة من غزة لا تحتاج إلى تعليق: أطفال بهياكل عظمية تغطيها بشرة شاحبة، عيون غائرة تعكس ألمًا لا يوصف، وكبار سن أنهكهم الجوع حتى باتوا أقرب إلى أشباح.
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح أمام هذا المشهد المأساوي هو: هل من مُغيث؟
أين الضمير الإنساني العالمي؟ أين هي المنظمات الدولية التي ترفع شعارات حقوق الإنسان؟ أين الدول الكبرى التي تدعي حماية المستضعفين؟ غزة اليوم تموت جوعًا على مرأى ومسمع العالم، في صمت مريب يثير التساؤلات حول معنى الإنسانية في هذا العصر.
لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي بينما يتضور شعب بأكمله جوعًا.
إن ما يحدث في غزة هو جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس. يتطلب الوضع تحركًا فوريًا وعاجلاً لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها دون قيود. يجب أن تضغط كل الأصوات الحرة على الحكومات والمنظمات لإنهاء هذا الحصار اللاإنساني وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
إن صرخات الجوع من غزة تهز وجدان كل من يمتلك ذرة من إنسانية.
فهل سيستيقظ العالم من سباته العميق قبل أن تتحول غزة إلى مقبرة جماعية صامتة؟
اترك تعليقا: