نداءٌ من قلب استيقظوا يا أهل القرى، مصيركم بأيديكم... ودعوا سماسرة الانتخابات!
في هذه الأيام الحافلة بالترقب، ومع تصاعد وتيرة الحديث عن الانتخابات القادمة، سواء كانت للبرلمان أو لمجلس الشيوخ، يرتفع صوتٌ يثير القلق ويستدعي التأمل.
نسمع هنا وهناك من يقول: "سأدعم فلانًا، ولو لم أعرفه إلا بكونه مثقفًا أو ذا علم، حتى وإن كان من خارج قريتي أو بلدي".
نعم، لكل منا حريته في الرأي، وهذا مبدأٌ لا جدال فيه.
ولكن، هل يمكن أن تكون هذه الحرية المطلقة على حساب مصلحة قريتنا ونسيجها الاجتماعي؟ هل يمكن أن ندعم من لا نعرف عنه سوى لقبه أو شهادته، بينما نغض الطرف عن أبناء بلدنا وجيراننا الذين نعرفهم حق المعرفة، ونشهد على أخلاقهم، ونلمس جهودهم، ونقدر علمهم وثقافتهم الحقيقية؟
إنها دعوةٌ صريحة للتوقف قليلًا والتفكير بعمق في مستقبل أوطاننا الصغيرة، قُرانا وبلداتنا التي هي اللبنة الأساسية في بناء الوطن الكبير. لقد آن الأوان لأن نخرج من دائرة التبعية العمياء، وأن نكسر قيود سماسرة الانتخابات الذين يفرضون علينا آراءهم ويقودوننا نحو خيارات قد لا تخدم مصالحنا الحقيقية.
كفانا تجاهلًا لمصالح قريتنا التي تئن تحت وطأة الإهمال في كثير من الأحيان.
انظروا إلى حالها الآن! هل سنظل نرى شوارعها المتهالكة، وخدماتها المتدنية، ومشاكل شبابها المتفاقمة، بينما نُساق لدعم مرشحين لا يعرفون عن قريتنا شيئًا، ولا يمثلون طموحات أبنائها؟
أبناء البلد أولاً: صوت الحق الذي يجب أن يعلو!
يا سادة، انتبهوا جيدًا! إن ابن بلدكم أو جاركم، إذا ما كان يتمتع بالصفات المطلوبة من علم وثقافة ونزاهة وقدرة على العطاء، فله كل الحق في دعمكم المطلق.
إنه الأجدر بتمثيلكم، والأقدر على فهم احتياجاتكم، والأكثر حرصًا على مصالحكم. كفانا مكيدة وخلافات تدمر النسيج الاجتماعي وتشتت الأصوات وتضعف موقفنا.
آن الأوان لأن تتحدوا وتنهضوا بقريتكم. ادعموا أبناء البلد أولاً، هؤلاء الذين عركتهم الحياة في شوارعها، وعاشوا همومها، ويعرفون عن كثب كل صغيرة وكبيرة فيها.
هؤلاء من يملكون العزيمة والإرادة الحقيقية لخدمة أهلها والارتقاء بها.
ليكن صوتكم واحدًا، واختياركم مبنيًا على المصلحة العامة، لا على المصالح الشخصية أو إملاءات من هنا وهناك.
إن بناء الأوطان يبدأ من بناء القرى، ونهضة المجتمعات تبدأ من وعي أفرادها. فليكن صوتكم في الانتخابات القادمة صرخة مدوية في وجه التجاهل، وشهادة حية على حرصكم على مستقبل أبنائكم وقريتكم.
لا تدعوا أحدًا يفرض عليكم رأيه، ولا تتبعوا إلا صوت عقولكم وقلوبكم التي تنبض بحب تراب هذا الوطن.
اترك تعليقا: