نداء العهد الجديد: معركة المصير المنتظر احذر مثلث الخطر: ثلاث قوى تعبث بالمصائر
بقلم رأفت عبده
أيها المرشح العزيز، يا من تحمل على عاتقك آمال شعب يتوق إلى غدٍ أفضل، ويا من تتطلع إلى قيادة أمة تبحث عن بوصلة جديدة في خضم أمواج متلاطمة، إن هذه اللحظة ليست مجرد محطة انتخابية عابرة، بل هي نقطة تحول تاريخية. إنها الفرصة الذهبية لإعادة صياغة العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، لإعادة بناء الثقة التي اهتزت، ولإشعال شعلة الأمل في قلوب أنهكتها التجارب المريرة والوعود الكاذبة.
هذه ليست دعوة للمشاركة في سباق تقليدي، بل هي نداء للمغامرة، لدخول معركة حقيقية ضد قوى الركود والتكلس، ضد شبكات المصالح المتشابكة التي استنزفت مواردنا، وسلبت أحلامنا، وحولت طاقاتنا إلى رماد.
إنها لحظة الاصطفاف العظيم، حيث يتمايز الغث من السمين، وحيث تتجلى النوايا الصادقة من الأقنعة الزائفة.
إن الشارع يغلي، والعقول تتوق للتغيير، والقلوب تنتظر القائد الذي لا يخشى مواجهة التحديات، الذي يمتلك الجرأة على كسر القيود، وعلى تحدي المسلمات البالية. الشعب لم يعد يكتفي بالوعود الرنانة، بل يبحث عن الأفعال التي تصنع الفارق، عن الرؤى التي تحلق بنا فوق سماء اليأس، عن القيادة التي تعيد للدولة هيبتها وللمواطن كرامته.
إنك تقف اليوم على مفترق طرق، فإما أن تكون مجرد رقم في معادلة قديمة، أو أن تصبح صانعًا للتاريخ، بانيًا لمستقبل مختلف. إنها مسؤولية ضخمة، تتطلب منك أن تكون أبعد من مجرد سياسي تقليدي، أن تكون قائدًا ملهمًا، ورؤيويًا مقدامًا، وشجاعًا لا تهزه العواصف.
احذر مثلث الخطر: ثلاث قوى تعبث بالمصائر
أيها المرشح، بينما تمضي قدمًا في طريقك نحو تولي المسؤولية، يجب أن تكون على وعي تام بثلاثة كائنات سامة، ثلاث قوى خفية تتغذى على الفساد، وتقتات على ضعف الدولة، وتستغل كل فرصة لخدمة مصالحها الضيقة على حساب الوطن والمواطن:
1. المأجورون:
هم أولئك الذين يبيعون ذممهم لأعلى سعر، يتلونون كالحرباء، ويغيرون مبادئهم كالملابس.
تراهم يلتفون حول كل من يشمون منه رائحة القوة أو النفوذ، يقدمون الولاء الزائف والتطبيل الأجوف.
هم كالطفيليات، يمتصون دماء الجسد السليم، ولا يترددون في خيانته إذا سنحت لهم الفرصة.
لا تثق في كلماتهم المعسولة، ولا تنخدع بابتساماتهم المصطنعة.
إنهم يسعون لمصلحتهم الشخصية أولًا وأخيرًا، وسيبيعونك في أول منعطف إذا وجدوا من يدفع أكثر.
احذرهم، فهم أدوات الهدم، وزرع الشقاق، ومروجو الشائعات.
2. المستفيدون:
هم شبكة المصالح المتشابكة، المتغلغلون في كل مفاصل الدولة، الذين بنوا ثرواتهم وسلطتهم على أنقاض القانون والعدالة. هم من يخشون أي تغيير حقيقي يهدد امتيازاتهم ومكاسبهم غير المشروعة. سيحاولون إعاقتك، وتشويه صورتك، وزرع الشكوك حول نواياك.
إنهم يمتلكون أدوات قوية، من الإعلام المضلل إلى النفوذ الخفي في دهاليز السلطة.
احذرهم، فهم العدو الحقيقي للتقدم، وهم من يستنزفون ثروات الوطن، ويقفون حجر عثرة أمام أي إصلاح حقيقي.
3. الآكلون على كل الموائد:
هم أخطرهم وأكثرهم خبثًا. لا يلتزمون بولاء لأحد، ولا يحملون أي مبدأ. تراهم ينتقلون بين المعسكرات المختلفة، يتظاهرون بالولاء لكل طرف، بينما هدفهم الوحيد هو الاستفادة من كل وضع. يمتلكون قدرة فذة على التلون والتكيف، ويجيدون فن اللعب على كل الحبال. تراهم يتنقلون بخفة بين الطاولات، يأكلون من كل صحن، ويشاركون في كل مؤامرة طالما تحقق لهم مكسبًا شخصيًا.
احذرهم، فهم جواسيس الأعداء، وبائعو الأسرار، وسبب تفشي الفساد وتغلغله.
أيها المرشح، هذه معركة ليست لضعاف القلوب، إنها تتطلب منك أن تكون صلبًا كالصخر، حادًا كالنصل، وشفافًا كبلور. إذا كنت حقًا تسعى لخدمة الوطن، فعليك أن تتخلص من هؤلاء الثلاثة، وأن تقتلعهم من جذورهم، وأن تبني فريقًا من الوطنيين الشرفاء الذين لا يخشون في الحق لومة لائم.
هل أنت مستعد لهذه المعركة؟ وهل ستقبل التحدي وتكون قائدًا حقيقيًا يقودنا إلى بر الأمان؟
اقراء المزيد اضغط هنا لمشاهده التفاصيل
اترك تعليقا: