لغز ترعة النوبارية ينكشف: جريمة عائلية مروعة تهز البحيرة.. والقاتل "أقرب الناس"!"
متابعة : رأفت عبده
في قلب البحيرة الهادئة، وبين أمواج ترعة النوبارية الساكنة، لفظت المياه نهاية شهر مايو الماضي سرًا مروعًا هزّ أركان الأمن والمجتمع على حد سواء.
جثة شاب مجهولة الهوية، مكبلة الأيدي والأرجل، وملفوفة بقطن وشريط لاصق داخل جوال، لتلقي بظلال من الغموض والرعب على قرية البستان بالدلنجات.
صرخة استغاثة مكتومة، وبلاغ عاجل، كان إيذانًا ببدء سباق مع الزمن لكشف خيوط هذه الجريمة البشعة.
شكر وتقدير لعيون الأمن الساهرة بالبحيرة
نتقدم بجزيل الشكر وعظيم التقدير لأبطال الظل، لرجال الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة، وعلى رأسهم اللواء أحمد السكران، مدير المباحث الجنائية، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التفاني والإخلاص في خدمة الوطن والمواطن.
بفضل جهودهم الجبارة ويقظتهم التي لا تنام، تمكنوا من فك لغز هذه الجريمة البشعة التي شغلت الرأي العام، وإعادة الحق إلى نصابه، لتسدل الستار على فصلاً مظلمًا من الخيانة والجريمة.
تفاصيل جريمة هزّت وجدان البحيرة
منذ اللحظة الأولى للعثور على الجثة المجهولة، تحركت فرقة بحث وتحديد، برئاسة العميد أحمد سمير، رئيس مباحث المديرية، وبتعاون مثمر مع قطاع الأمن العام.
لم يهدأ لهم بال، فكل دقيقة تمر كانت تزيد من تصميمهم على كشف الحقيقة. ضم الفريق نخبة من أكفأ الضباط: العقيد محمد النحراوي، رئيس فرع البحث الجنائي ببدر، والمقدم عبده خطاب، والمقدم محمود الشرقاوي، والمقدم علي شاكر، رئيس مباحث مركز شرطة الدلنجات.
عملوا بتناغم وتنسيق، محققين في كل خيط، ومستجوبين كل شاهد، حتى بدأ نور الحقيقة يشق طريقه وسط الظلام.
بالفحص والتدقيق، تبين أن الجثة تعود لشخص يدعى "أحمد يوسف أحمد"، من مواليد محافظة أسيوط ومقيم بدائرة مركز شرطة أوسيم بمحافظة الجيزة، ويعمل سائقًا.
نقطة البداية هذه قادت المحققين إلى دائرة المقربين من المجني عليه.
وبمناقشة "نفيسة ر"، زوجة المجني عليه، انهار سد الصمت، واعترفت بجريمتها النكراء
كان الاعتراف صادمًا ومأساويًا: الزوجة هي من قامت بارتكاب الجريمة بمساعدة نجليها "يوسف" و"أمير".
السبب؟ خلافات أسرية متراكمة، وتحديدًا قيام المجني عليه بالاستيلاء على أموال نجليه بغرض تعاطي المواد المخدرة، لتكون هذه هي الشرارة التي أشعلت نار الجريمة داخل جدران الأسرة
العدالة تنتصر.. والمتهمون في قبضة الأمن
بعد تقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة برئاسة المستشار محمد صبحي، مدير نيابة الدلنجات، تحركت قوة من ضباط المباحث لضبط المتهمين. في عملية سريعة وحاسمة، تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على الزوجة ونجليها، ليواجهوا مصيرهم المحتوم أمام العدالة.
بتحرير المحضر اللازم، وإحالة المتهمين إلى النيابة العامة، تُطوى صفحة من صفحات الجريمة، وتثبت الأجهزة الأمنية بالبحيرة مرة أخرى كفاءتها وقدرتها على حفظ الأمن والنظام، وتقديم المجرمين للعدالة.
إن هذا الإنجاز يعكس مدى يقظة وتفاني رجال الشرطة في حماية أرواح وممتلكات المواطنين، ويؤكد أن لا جريمة تفلت من قبضة العدالة.
مرة أخرى، كل التحية والتقدير لعيون مصر الساهرة!
اترك تعليقا: