ملحمة الولاء: شباب مصر يضرب أروع الأمثلة في شدة حريق سنترال رمسيس
في خضمّ المحن، تبرز معادن الرجال، وتتجلّى
أروع صور الانتماء.
وفي واحدة من اللحظات
العصيبة التي مرت بها مصر، وتحديدًا عند
وقوع حريق سنترال رمسيس، سطّر شبابها
الأوفياء ملحمةً وطنيةً جديدة، أثبتوا فيها أنهم
خير أجناد الأرض، وأن ولاءهم لوطنهم لا
يتزعزع.
لم يُستدعَ أحد منهم، ولم يصدر لهم أمرٌ بالتجمع، ولكنهم هبّوا كجيشٍ جرار، مهندسون وفنيون
وعمال، كلٌ يحمل أدواته، وكلٌّ يحمل في قلبه
غيرةً على وطنه.
فرشوا في الشوارع، تحدّوا حرارة الجو اللاهبة
وأشعة الشمس الحارقة، وبدأوا في إعادة بناء
وترميم الشبكات المتضررة، وكأنهم جنودٌ
مجهولون في معركةٍ مقدسة.
لقد كانت تلك الساعات العصيبة دليلًا قاطعًا علي
أن مصر تزخر بأبناءٍ لا يعرفون المستحيل،
شبابٌ نذروا أنفسهم لخدمة بلادهم، لا ينتظرون
جزاءً ولا شكرًا. لقد أصرّوا على إعادة هيبة
الدولة، وإعادة شريان الاتصالات الذي يربط بين
أبناء الوطن.
هذا المشهد البطولي لم يكن مجرد استجابةٍ
لحادثٍ طارئ، بل كان رسالةً واضحةً لكل متآمرٍ
وخائنٍ بأن المصريين هم صُنّاع التاريخ وحُماة
الوطن.
إن ملحمة حريق سنترال رمسيس يجب أن
تكون عبرةً ودرسًا لكل من يشكك في قوة
وعزيمة هذا الشعب.
فالمصريون وقت الشدة يصبحون رجلًا واحدًا،
يدًا بيد، وقلبًا واحدًا، يدافعون عن أرضهم
وعرضهم بكل ما أوتوا من قوة.
رسالة إلى شباب مصر: أنتم درع الوطن وسر مجده
يا شباب مصر الأبيّ، يا من سطرتم بجهودكم
المخلصة أروع ملاحم الفداء والعطاء، إن قصة
حريق سنترال رمسيس ليست مجرد حادثة
عابرة في تاريخ وطننا، بل هي شهادة حية على
عظمة معدنكم الأصيل، ودرسٌ بليغٌ لكل من
تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار هذا البلد
العظيم. لقد أثبتم أنكم خير خلف لخير سلف،
وأن روح الولاء والانتماء تجري في عروقكم
مجرى الدم، وأنكم على أهبة الاستعداد للدفاع
عن تراب هذا الوطن بكل ما أوتيتم من قوة.
إن الوطن أمانة في أعناقكم، ومستقبله بين
أيديكم. فكونوا على قدر هذه المسؤولية
العظيمة، وتذكروا دائمًا أن هناك من يتربص به،
ويسعى لزعزعة أمنه واستقراره.
إن المتآمرين والخونة لن يتوانوا عن استغلال
أي فرصة لتحقيق مآربهم الدنيئة، ولكنكم، أنتم،
درع الوطن الحصين، وعينه الساهرة التي لا
تنام.
فلتكن عقولكم واعية، وقلوبكم يقظة، وأيديكم
عاملة. لا تدعوا فرصة لأي متآمر أن يندس بين
صفوفكم، أو أن يبث سمومه وأفكاره الهدامة
في عقولكم. تمسكوا بوحدة صفكم، حافظوا
على تماسككم، وكونوا يدًا واحدة في وجه كل
من يحاول المساس بأمن مصر واستقرارها.
اجعلوا من العلم سلاحكم، ومن العمل دأبكم،
ومن الولاء لوطنكم مبدأكم الذي لا تحيدون عنه.
تذكروا دائمًا أنكم أحفاد بناة الحضارة، وحماة
التاريخ، وأن مصر تستمد قوتها وعزيمتها من
سواعدكم وعقولكم.
فليكن شعاركم دائمًا: "مصر أولًا"، وليكن ولاؤكم
لوطنكم فوق كل اعتبار. فالوطن ينتظر منكم
الكثير، وأنتم أهلٌ لذلك، بل أنتم قدر هذا الوطن
أن يكون قويًا وشامخًا.
تحية إجلال وتقدير لكل مواطن مصري يحمي
وطنه ويظهر وقت الشدة! عاشت مصر قويةً
بأبنائها الأوفياء!
فليكن كل شاب مصري جنديًا مجهولًا في خندق
الدفاع عن وطنه، وليكن كل منكم عينًا ساهرة
تحمي تراب مصر من كيد المتآمرين، وعملًا
مخلصًا يبني مجدها!
اترك تعليقا: