نيران الانتخابات تشتعل في نديبة: هل يعود "القديم الجديد" أم هي رغبة صديق؟
بقلم : رافت عبده
ها هي الأجواء الانتخابية بدأت تُلقي بظلالها الساخنة على قريتنا الحبيبة نديبة! ومع كل دورة برلمانية، تعود نفس التساؤلات وتتجدد الحسابات، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمرشحينا المحتملين، أبناء القرية الأجلاء.
لقد عودنا أحباؤنا وأصدقاؤنا على تقديم أنفسهم لتمثيلنا، وكلنا نعرف من هم، رجال لهم مكانتهم واحترامهم.
ولكن هذه المرة، يلوح في الأفق اسم يثير همهمات وتساؤلات أكثر من المعتاد. فبينما كنا ننتظر الإعلانات الرسمية، بدأت الأحاديث تروج وبقوة عن صديق عزيز، خاض التجربة البرلمانية من قبل، وها هو اسمه يتردد مجددًا لخوض غمار هذه المعركة للمرة الثانية.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، ويشغل بال الكثيرين في نديبة، هو:
هل هذه العودة المحتملة هي رغبة شخصية جامحة من جانب هذا الصديق لخوض غمار التجربة مرة أخرى؟ هل يشعر بأن لديه المزيد ليقدمه، أو أن التجربة السابقة لم تكن كافية لتحقيق طموحاته، أو طموحات القرية من خلاله؟ هل هي قناعة راسخة بأنه الأجدر على حمل لواء تمثيلنا في هذا المحفل الكبير؟
أم أن الأمر برمته هو مطلب شخصي، ربما من صديق مقرب أو مجموعة من الأصدقاء، يرون فيه خير من يمثلهم ويضغطون عليه للعودة إلى الساحة الانتخابية؟ هل هناك تكتل جديد يتشكل خلفه، أو وعود معينة تدفعه دفعًا إلى هذا الترشح؟ هل هي رؤية مشتركة لمصلحة عامة، أم مجرد دعم لمصلحة خاصة أو شخصية؟
هذه التساؤلات ليست مجرد فضول، بل هي صميم العملية الديمقراطية في قريتنا. فمعرفتنا بدوافع المرشحين هي جزء أساسي من اتخاذ القرار السليم. إذا كانت رغبة شخصية نابعة من قناعة بخدمة أهله، فهذا أمر يستحق التقدير والاحترام.
أما إذا كانت مجرد استجابة لضغوط أو مطالب من أصدقاء، فربما نحتاج إلى التفكير مليًا في طبيعة هذه الضغوط والأهداف من ورائها.
نديبة على وشك أن تشهد حراكًا انتخابيًا جديدًا، والكرة الآن في ملعب الأصدقاء. فهل سيكشف لنا الصديق المرشح عن دوافعه الحقيقية؟ وهل ستكون هذه العودة تلبية لنداء الواجب الشخصي، أم لنداء الأصدقاء؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف المستور، وتوضيح الرؤية لأهل نديبة الذين ينتظرون بفارغ الصبر من يحمل همومهم وتطلعاتهم بحق وصدق.