-->
style="display:inline-block;width:728px;height:90px" data-ad-client="ca-pub-5494815474080203" data-ad-slot="7444598250">

نهر المحبة: يجري من الأب إلى الابن! بقلم : رافت عبده

 نهر المحبة: يجري من الأب إلى الابن!

نهر المحبة: يجري من الأب إلى الابن!

بقلم : رافت عبده

 ليست الأموال هي الباقية، ولا المناصب هي الخالدة، بل هي الأخلاق! هي الروح التي تسمو فوق فناء الجسد، وتظل عبقًا يفوح في الأرجاء حتى بعد الرحيل. ألا ترون بأعينكم كيف يغيب الجسد ويبقى الأثر؟ كيف يرحل الإنسان وتبقى سيرته؟


انظروا إلى الحاج عبد الغفار الرحماني، رحمه الله! مضت سنوات طويلة على فراقه هذه الدنيا، لكن روحه الطيبة ما زالت حية بيننا. كيف؟ لقد ترك لنا ثمرة طيبة، غرسًا مباركًا، هو المستشار محمود الرحماني. ها هو يسير بين الناس، فتفوح منه مكارم الأخلاق عبيرًا لا يُضاهى.


أقسم لكم، أيها الأحبة، إنها ليست مجرد مجاملة أو كلمات عابرة. لقد أجمع الناس على محبة هذا الرجل! قلوبهم تلتف حوله، وألسنتهم تلهج بالثناء عليه. لماذا؟ لأنه يحمل في طياته روح أبيه، تلك الروح التي ارتقت بالأخلاق إلى مصاف القداسة.


إنها حقيقة دامغة لا يمكن إنكارها: الأخلاق هي العملة الحقيقية التي نتعامل بها في هذه الحياة، وهي الرصيد الباقي الذي نتركه للأجيال القادمة. كم من أصحاب الأموال والجاه رحلوا، ولم يذكرهم الناس إلا قليلًا أو بسوء! وكم من أصحاب الأخلاق الرفيعة غابوا بأجسادهم، لكن ذكراهم ما زالت حية في القلوب، وأفعالهم نبراسًا يضيء الدروب!


إن المستشار محمود الرحماني ليس مجرد اسم، بل هو تجسيد حي لقوة الإرث الأخلاقي. هو دليل قاطع على أن التربية الحسنة، والقيم النبيلة، هي الاستثمار الحقيقي الذي يدوم نفعه ويتجاوز حدود الزمان والمكان. لقد تعلم من مدرسة والده كيف يكون الإنسان إنسانًا بحق، كيف يتعامل بالصدق والأمانة، كيف ينصر الحق ويقف بجانب المظلوم، كيف يكون لينًا سمحًا قريبًا من القلوب.


فليتعلم من هذه القصة كل واحد منا! لنتفكر مليًا في الأثر الذي سنتركه بعد رحيلنا. هل سيكون أثرًا طيبًا يُذكر فنُحمد؟ أم سيكون أثرًا سيئًا يُلعن فنُذم؟ إن الخيار بين أيدينا، والفرصة ما زالت سانحة.


فلنجعل من الأخلاق روحًا تسكننا، وتتجلى في أقوالنا وأفعالنا. لنجعل من قيمنا نبراسًا نهتدي به، ومن تعاملاتنا جسرًا نعبر به إلى قلوب الناس. تذكروا دائمًا أن الأجساد تفنى، والأموال تُنْسى، والمناصب تزول، ولكن الروح الطيبة والأخلاق الحسنة هي التي تبقى وتخلد الذكر.


فليكن الحاج عبد الغفار الرحماني قدوة لنا، وليكن المستشار محمود الرحماني مثالًا يحتذى به. لنزرع بذور الخير والأخلاق في كل مكان نذهب إليه، لنترك خلفنا عبقًا طيبًا يذكره الناس بالخير والرحمة. ففي نهاية المطاف، ليست الحياة بما نملك، بل بما نُعطي، وليس بما نجمع، بل بما نترك من أثر طيب وروح لا تموت.

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا