-->
style="display:inline-block;width:728px;height:90px" data-ad-client="ca-pub-5494815474080203" data-ad-slot="7444598250">

رجال الشرطة يسطرون بدمائهم: ملحمة فداء مرسومة بالبطولة في وجه البلطجة وأوكار السم!

  رجال الشرطة يسطرون بدمائهم: ملحمة فداء مرسومة بالبطولة في وجه البلطجة وأوكار السم!

بقلم :  رأفت عبده 

في قلب الليل البهيم، حيث تتوارى الشمس خلف أفق الخوف وتتمدد خيوط الجريمة كأفاعي سامة، يقف رجال، ليسوا كغيرهم من البشر. هم سادة الشجاعة، وفرسان الحق، الذين ارتضوا أن يسكروا بدمائهم الزكية فداءً لأمن هذا الوطن واستقراره. إنهم رجال الشرطة، العين الساهرة التي لا تنام، والسد المنيع الذي يحطم أمواج البلطجة وأوكار المخدرات، يسطرون كل يوم، بل كل لحظة، ملحمة بطولية بأرواحهم التي لا تهون.

ليسوا ملائكة بلا أخطاء، ولا آلهة لا يشوبهم ضعف بشري. هم بشر من لحم ودم، لهم أحلامهم وعائلاتهم وأمانيهم، لكنهم في لحظة القسم، وفي ساعة الواجب، يتجردون من كل شيء إلا من حب الوطن والإخلاص لشعبه. يرتدون دروعهم لا خوفًا من الموت، بل استعدادًا لملاقاته بشجاعة، يحملون أسلحتهم لا للبطش، بل للدفاع عن الحق وردع الباطل.


في الأزقة الضيقة، حيث يكمن الخطر في كل زاوية، وفي الشوارع المظلمة التي تعج بالمنحرفين، يتقدمون بخطوات ثابتة، قلوبهم عامرة بالإيمان، وعيونهم تقدح شررًا في وجه الخارجين عن القانون. يعرفون أنهم قد لا يعودون، يودعون أحبائهم بابتسامة قد تكون الأخيرة، لكنهم يمضون قدمًا، لأن نداء الواجب أعلى، وصوت الوطن أغلى.


إنهم يخوضون معارك شرسة، لا تقل ضراوة عن حروب الجيوش. يواجهون بلطجية لا يعرفون للرحمة معنى، وتجار مخدرات يتاجرون بأرواح الشباب ومستقبل الأمة. يتعرضون للرصاص الطائش، والطعنات الغادرة، والقنابل الموقوتة، لكنهم كالجبال الراسخة، لا تهزهم الرياح العاتية، ولا تكسرهم الصدمات الموجعة.


يسقط منهم الشهداء، تروي دماؤهم الطاهرة أرض الوطن، وتنبت في مكانها ألف قصة عن البطولة والفداء. تتألم قلوب الأمهات، وتذرف عيون الزوجات الدمع، ويشعر الأبناء بالفخر والوجع، لكن عزاءهم الوحيد أن فلذات أكبادهم لم يموتوا عبثًا، بل ارتقوا إلى العلا وهم يدافعون عن أمن وسلامة الآخرين.


إنهم يسهرون لنسهر آمنين، يجوعون لنشبع مطمئنين، يخاطرون بحياتهم لنحيا في استقرار. كم من جريمة تم إحباطها بفضل يقظتهم؟ وكم من روح بريئة تم إنقاذها بفضل سرعتهم؟ وكم من بيت ظل آمنًا بفضل تضحياتهم؟ إنهم الجنود المجهولون في معركة البقاء، الذين يقدمون أرواحهم على أكفهم ليحيا الوطن شامخًا آمنًا.


في هذا العالم المتقلب، حيث تعصف بنا رياح الفتن وتشتعل نيران الصراعات، يبقى رجال الشرطة هم صمام الأمان، والحصن الحصين الذي يحمينا من عبث العابثين وظلم الظالمين. إنهم يستحقون منا كل التقدير والاحترام، وكل الدعم والمساندة، لأنهم يسكرون بدمائهم ليحيا الوطن، ويكتبون ببطولاتهم مستقبلًا أكثر أمنًا وأمانًا واستقرارًا لنا ولأجيالنا القادمة. فلنقف خلفهم صفًا واحدًا، ولنكن لهم عونًا وسندًا في معركتهم الشريفة ضد قوى الشر والظلام، ولنروِ لأبنائنا قصص فدائهم، لتبقى ذكراهم خالدة في وجدان الأمة.

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا