"لم يتردد.. لم يتراجع".. النقيب أدهم أيمن يسطر بدمه ملحمة البطولة والتضحية
في مشهد يدمي القلوب ويهز الوجدان، سطرت أرض الجيزة اليوم، بعد ظهر الأربعاء، قصة تضحية وبطولة لن ينساها التاريخ. النقيب أدهم أيمن، معاون مباحث قسم شرطة أطفيح، ارتقى شهيدًا وهو يؤدي واجبه المقدس في مطاردة أحد العناصر الإجرامية بقرية الكداية. لم تكن مجرد مهمة روتينية، بل كانت معركة فاصلة بين الحق والباطل، وبين سعي رجل أقسم على حماية شعبه، وبين مجرم أراد أن يعيث في الأرض فسادًا.
لم يعرف النقيب أدهم الخوف أو التردد. عندما انطلق خلف المتهم، كانت الشجاعة عنوانه والإصرار سلاحه. لم يفكر لحظة في المخاطر التي قد تعترض طريقه، كان هدفه واضحًا القبض على الخارج عن القانون وتقديمه للعدالة. حتى عندما صعد المجرم إلى سطح منزل تعلوه أسلاك الضغط العالي، لم يتوانَ البطل، بل صعد خلفه بكل جسارة، متجاهلًا شبح الموت الذي كان يتربص به.
هناك، في تلك اللحظة الحاسمة، تجلت أسمى معاني التضحية والفداء. لم يفكر أدهم في زوجة تنتظره، أو أم تفخر به، أو أحلام رسمها لمستقبله.
كل ما كان يراه أمامه هو واجبه، هو حماية أرواح الأبرياء من شر هذا المجرم. لكن القدر كان له كلمة أخرى، فصعقة كهربائية قوية اختطفت روحه الطاهرة، ليرتقي إلى العلا شهيدًا، تاركًا خلفه قصة بطولة تُروى للأجيال.
اليوم، تكتسي صفحات التواصل الاجتماعي بالسواد، وتهتز قلوب زملاء وأصدقاء النقيب الشهيد حزنًا وألمًا على فراقه. يتحدثون عنه كشاب خلوق، عرف بطيب معشره وابتسامته التي كانت تضيء الأجواء حتى في أحلك الظروف. يشهدون له بالشجاعة والتفاني والإخلاص في عمله، وكيف كان دائمًا في الصفوف الأمامية لمواجهة الجريمة وحماية المواطنين.
*وفي هذا المصاب الجلل، تتقدم الأهرام الإخبارية والإعلامي رأفت عبده، رئيس مجلس إدارة الجريدةواسرة التحرير ، بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الشهيد البطل النقيب أدهم أيمن، وإلى جميع رجال الشرطة البواسل، قيادات وضباطًا وأفرادًا، مؤكدين على أن هذا العمل الإجرامي لن يثني عزيمة رجال الأمن في مواصلة جهودهم لحماية الوطن والمواطنين من براثن الجريمة والإرهاب.
رحل أدهم بجسده، لكن روحه الطاهرة ستبقى ترفرف في سماء الوطن، وشجاعته ستظل نبراسًا يضيء دروب زملائه. الأبطال لا يموتون، بل يخلدون في ذاكرة الوطن، وتضحياتهم تكتب بمداد من نور في سجل الشرف. قصة النقيب الشهيد أدهم أيمن ستظل حية، تروي كيف أن رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقدموا أرواحهم فداءً لأمن واستقرار وطنهم.
الرحمة والخلود لروح الشهيد البطل النقيب أدهم أيمن. الفخر والعزاء لأسرته الصابرة، التي أنجبت بطلًا وهب حياته فداءً للوطن. وإنا لله وإنا إليه راجعون. دماء الشهداء لن تضيع هدرًا، وستظل لعنة تطارد المجرمين وكل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن.
اترك تعليقا: