تكاتف شعب مصر خلف القيادة السياسية
بقلم : رافت عبده
تُ عد وحدة الشعوب خلف قيادتها السياسية من أهم مقومات الاستقرار الوطني وعوامل نهضة الدول. ومصر، بتاريخها العريق وحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين، كانت ولا تزال نموذجًا رائعًا في كيفية التفاف الشعب حول قيادته في الأوقات الحاسمة، سواء لمواجهة التحديات أو لتحقيق الطموحات الوطنية الكبرى.
إرث من الوحدة والتماسك
عرفت مصر عبر تاريخها الطويل قيمة الوحدة الوطنية والالتفاف الشعبي حول قيادتها. فعلى مر العصور، كان الشعب المصري سندًا لملوكه ورؤسائه في مواجهة العدوان، وفي بناء المجد الحضاري. وقد تجلت هذه الروح في محطات فارقة من تاريخ الأمة، بدءًا من مقاومة الحملات الصليبية، مرورًا بالتصدي للاستعمار الحديث، وانتهاءً بالثورات الشعبية الكبرى.
تحديات العصر الحديث
في العصر الحديث، واجهت مصر العديد من التحديات الجسيمة، بدءًا من الإرهاب الذي سعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وصولًا إلى الضغوط الاقتصادية والأزمات الإقليمية والدولية. إلا أن الشعب المصري أثبت مرة تلو الأخرى وعيه العميق ووطنيته الفذة، فاختار أن يقف صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية لمواجهة هذه الأخطار وتجاوزها بأمان.
لقد شهدت مصر خلال العقد الأخير محطات مصيرية، كان أبرزها الاستجابة الشعبية الواسعة لدعوات الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، ومساندة خطط الإصلاح الاقتصادي رغم صعوبتها، وإدراك أهمية القرارات السياسية الجريئة التي اتخذتها القيادة لإنقاذ البلاد من الفوضى والانهيار.
القيادة السياسية ودورها في تعزيز التكاتف
لعبت القيادة السياسية في مصر، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي ومؤسسات الدولة، دورًا محوريًا في تعزيز هذا التكاتف الشعبي. فقد حرصت القيادة على مصارحة الشعب بالحقائق والتحديات بكل شفافية، وهو ما رسخ الثقة بين المواطن والدولة، وخلق حالة من التفاهم المشترك حول المصير الوطني.
كما أطلقت القيادة السياسية مشاريع قومية كبرى، مثل مشروع قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة، والمبادرات الاجتماعية مثل "حياة كريمة"، مما أعطى للمواطنين شعورًا بأنهم جزء من مشروع وطني ضخم يشارك فيه الجميع لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
مظاهر التكاتف الشعبي
تتجلى مظاهر تكاتف الشعب المصري في مشاهد كثيرة، أبرزها:
الاستجابة لمبادرات الدولة: حيث تفاعل المواطنون بقوة مع حملات التوعية الصحية، مثل مبادرة "100 مليون صحة"، والمشاركة في المشروعات التنموية.
الاصطفاف ضد الإرهاب: أظهر المصريون عزيمة حديدية في رفض الفكر المتطرف ودعم قوات الجيش والشرطة في معركتهم المستمرة ضد الإرهاب.
الصبر على الإصلاح الاقتصادي: تحمل الشعب بصبر وتفهم برامج الإصلاح الاقتصادي رغم ما صاحبها من معاناة، إدراكًا منه لأهمية بناء اقتصاد قوي ومستدام.
دعم السياسة الخارجية المصرية: ساند الشعب بوعي جهود الدولة في حماية الأمن القومي المصري، خصوصًا في ملفات سد النهضة، والحدود الغربية، والقضية الفلسطينية.
المستقبل: آفاق رحبة للتقدم
إن استمرار تكاتف شعب مصر خلف قيادته السياسية هو الضمانة الحقيقية لاستكمال مسيرة البناء والتنمية. فالمخاطر لا تزال قائمة، سواء كانت اقتصادية أو أمنية أو سياسية، لكنها تصبح أقل وطأة في ظل وجود هذا الحائط الصلب من الوحدة الوطنية.
إن مصر اليوم تسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق، بفضل إرادة شعبها الحرة وقيادتها الواعية. ولا شك أن هذا التكاتف بين الشعب والقيادة سيظل الركيزة الأساسية لكل إنجاز قادم، وكل انتصار تحققه مصر في معركتها من أجل التنمية الشاملة والمستقبل الأفضل.
خاتمة
لقد أثبت الشعب المصري، مرة تلو الأخرى، أنه شعب لا يُكسر ولا يُغلب ما دام موحدًا خلف قيادته. واليوم، يقف المصريون جميعًا، على اختلاف أعمارهم ومواقعهم، صفًا واحدًا خلف قيادتهم السياسية، حاملين راية الوطن بكل فخر وإباء، ساعين إلى تحقيق أحلامهم في وطن قوي مزدهر، يليق بتاريخه المجيد وطموحاته العظيمة.
اترك تعليقا: