محمود وجيه .. قصة شغف مصري يترجم إلى ذهب الشارقة للإبداع العربي
بقلم : رافت عبده
في قلب مصر النابض بالإبداع، وعلى أرضها الطيبة التي أنجبت قامات أدبية وفكرية عبر العصور، تبرز قصص شباب مصري يسطرون بأحرف من نور مستقبلًا واعدًا، ويؤكدون أن بذرة الاجتهاد والشغف متى ما رويت بالإصرار والعزيمة، أثمرت نجاحًا وتألقًا. ومن بين هؤلاء النماذج المضيئة، يطل علينا اسم الشاعر الشاب محمود وجيه عويضة، الذي استطاع بجهده وموهبته الأصيلة أن يحصد المركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي في مجال الشعر، ليقدم للعالم نموذجًا حيًا للشاب المصري الطموح الذي يحول الأحلام إلى حقائق.
محمود وجيه عويضة، ليس مجرد اسم عابر في سماء الأدب، بل هو قصة كفاح ورحلة إبداعية بدأت من شغف دفين بالكلمة وسحر البيان. منذ نعومة أظفاره، وجد محمود في الشعر ملاذه ووطنه الروحي، حيث كان ينسج من حروف اللغة عوالم خاصة به، يعبر فيها عن أحاسيسه وتأملاته ورؤيته للحياة والكون. لم يكن طريقه مفروشًا بالورود، بل واجهته تحديات وصعوبات كأي شاب يسعى لتحقيق ذاته في عالم مليء بالمنافسة، لكن إيمانه بموهبته وعزيمته الصلبة كانتا وقوده الذي دفعه للمضي قدمًا.
لم يتوانَ محمود عن صقل موهبته بالدراسة والقراءة والبحث الدؤوب في كنوز الشعر العربي القديم والحديث. كان ينهل من ينابيع اللغة الفصحى، ويتذوق جمالياتها، ويستلهم من روائع القصائد عوالم جديدة. لم يكتفِ بالاستماع إلى صوت داخله، بل حرص على تطوير أدواته الشعرية، وتوسيع مداركه الأدبية، والانفتاح على مختلف المدارس والاتجاهات الشعرية، ليخلق لنفسه بصمة خاصة تميزه عن غيره.
رحلة محمود نحو جائزة الشارقة لم تكن وليدة لحظة، بل هي ثمرة سنوات من العمل الجاد والمثابرة. كان يكتب بشغف، وينشر نصوصه في مختلف المنابر الأدبية، ويتفاعل مع القراء والنقاد، يستمع إلى آرائهم ويستفيد من ملاحظاتهم، مؤمنًا بأن النقد البناء هو سلم يرتقي به المبدع نحو الكمال. لم ييأس من الرفض أو التأخير، بل كان يعتبر كل تجربة درسًا يقويه ويزيده إصرارًا على تحقيق حلمه.
وعندما أعلن عن فتح باب الترشح لجائزة الشارقة للإبداع العربي، رأى محمود فيها فرصة حقيقية لتقديم نتاجه الإبداعي إلى جمهور أوسع، وتقييمه من قبل لجنة تحكيم مرموقة. تقدم بأعماله الشعرية، واثقًا بما قدمه من جهد وإبداع، لكن في الوقت نفسه متواضعًا ومستعدًا لتقبل النتيجة مهما كانت.
لحظات الانتظار كانت حافلة بالترقب والأمل، وعندما جاء الإعلان عن فوزه بالمركز الأول في مجال الشعر، كانت الفرحة عارمة، ليس فقط لمحمود نفسه، بل لكل شاب مصري يؤمن بأن الإبداع والاجتهاد هما مفتاح النجاح. هذا الفوز لم يكن مجرد جائزة مادية أو تقدير معنوي، بل كان بمثابة شهادة عالمية على موهبة مصرية شابة استطاعت أن تفرض نفسها في ساحة الإبداع العربي.
إن فوز محمود وجيه عويضة بجائزة الشارقة للإبداع العربي يحمل في طياته دلالات عميقة ورسائل هامة. إنه يؤكد على أن مصر ما زالت ولادة للمواهب الشابة القادرة على المنافسة والتميز في مختلف المجالات، وأن شبابها يمتلكون الطاقات الكامنة والإمكانيات الإبداعية التي تستحق الدعم والرعاية والاحتفاء بها. كما أنه يبعث برسالة أمل إلى كل شاب مصري طموح، بأن الاجتهاد والمثابرة والشغف الحقيقي بالعمل هي الطريق الأمثل لتحقيق الأحلام وتجاوز التحديات.
محمود وجيه عويضة هو نموذج يحتذى به للشباب المصري، فهو لم يستسلم للصعاب، ولم يتوانَ عن بذل الجهد، وظل مؤمنًا بقدرته على تحقيق النجاح من خلال موهبته وعمله الدؤوب. قصته هي قصة إصرار على التميز، وعشق للكلمة، وإيمان بأن الإبداع لا يعرف حدودًا ولا يعترف بالمستحيل.
في الختام، لا يسعنا انا الاعلامي رافت عبده رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام الإخبارية بالاصالةعن نفسي وعن عائلة عبده إلا أن نهنئ الشاعر الشاب محمود وجيه عويضة من أعماق قلوبنا على هذا الفوز المستحق، ونتمنى له مسيرة أدبية حافلة بالمزيد من الإنجازات والتألق. إن فوزه هو فخر لمصر وشبابها، ونموذج ملهم لكل من يسعى لترك بصمة إبداعية في هذا العالم. ليظل اسم محمود وجيه عويضة شاهدًا على أن الاجتهاد والشغف هما مفتاح الوصول إلى قمة الإبداع والنجاح.
مع تحياتي رافت عبده
اترك تعليقا: