U3F1ZWV6ZTExNzExNjIzMDIyMzZfRnJlZTczODg3MDQ1MTQwMQ==

ليلة حزينة بمجلس قريتنابسبب الحقد والكراهية

ليلة حزينة بمجلس قريتنابسبب الحقد والكراهية 

نداء أخير للضمير: متى نستيقظ من سبات الكراهية؟ يا ريت نقرأ جميعاً هذا المقال!

بقلم رأفت عبده

تأمرنا باستغلال الحقد والكراهية، وتُعمينا عن رؤية أي أفق آخر. كُنا نماذج تُحتذى، وكُنا قريتنا ترفع رأسها بنا، فلماذا اليوم لا نفكر إلا

 في هدم بعضنا البعض؟ بأي حق ننسب العز والشرف والحسب، وننسى أن مصير قريتنا ومستقبل أبنائنا معلق في خيط واهٍ صنعناه نحن

 بأيدينا؟

لقد استغللنا كل وسيلة، وكل نَفَس، وكل فرصة في إسقاط النماذج التي كانت تمثلنا وترفع من شأننا. مشينا وراء أهوائنا المريضة، وأشعلنا

 نار الفتنة تحت رماد الجهل، استغللنا كل إمكانية متاحة لنسقط بعضنا بعضاً! أهذا هو الإرث الذي سنتركه لأبنائنا؟

بَيْعُ الذمم ومحرقة المستقبل:

لقد بلغ السيل الزُبى! استغلال المواطنين الغلابى ورشوتهم لبيع أصواتهم أصبح قاعدة لا استثناء، وكل ذلك دون ذرة تفكير في مستقبل

 أولادنا ومصالح قريتنا التي تئن تحت وطأة الفشل. حولنا الانتخابات إلى سوق نخاسة تُباع فيه كرامة الإنسان بأبخس الأثمان.


أهدرنا أصواتنا ومنعنا التصويت لشبابٍ طامحين لخدمة قريتنا بسبب الحقد والكراهية وشراء الذمم.

ولم نكتفِ ببيع الذمم، بل أشعلنا معركة الهوية البغيضة، استغلينا ترويج الإشاعات: "هذا ابن البلد وذاك ابن العِزب"، وكأن مصالحنا

 ووحدتنا مرهونة بأنسابنا لا بكفاءاتنا. دعمنا الغريب الذي لا يعرف همومنا، وانخدعنا ببريق الوعود الزائفة، تاركين أبناءنا الحقيقيين

 يهوون في بئر النسيان.

ثمن السقوط: هل نحن مرتاحون الآن؟

فلنجب بصراحة وجلدة قاسية: هل نحن الآن مرتاحون؟

بعد كل ما فعلناه، لم نكسب شيئاً، بل خسرنا كل شيء، حتى كرامتنا. خسرنا وحدتنا، خسرنا نماذجنا، خسرنا ثقتنا، والأهم أننا خسرنا

 الوقت الذي كان يمكن أن نستثمره في بناء قريتنا، لا في هدم بعضنا.

إلى متى سنبقى في هذا السبات؟ متى سنفوّق من سكرة الحقد والجهل التي أفقدتنا بوصلة الحق؟ متى سنتحد ونجمع شتات أنفسنا؟

من المسؤول؟ محاكمة الضمير الجماعي:

كلنا شركاء في الجريمة. من هو المسؤول؟ كلنا مسؤولون!

نحن من كتب الإشاعات وروجها، كلنا عملنا صحفيين وإعلاميين بلا ضمير ولا علم، استغلينا كل شيء لهدم مرشحينا: "هذا ابن أصول،

 وذاك ابن البلد، والآخر ابن عائلة فلان"، ولم نقيّم الشخص ذاته. لم ننظر إلى شخصيته ومؤهلاته وثقافته، ولكن قيمناهم بلا عقل، بلا

 شعور بالإنسانية.

كان معيارنا الوحيد: "من يدفع؟"، حتى لو كان من خارج حدود قريتنا. واليوم، نجد من يأتي إلينا لا لخدمتنا، بل لشرائنا جاهزين، لأننا

 علمناهم أننا سلعة رخيصة للبيع.

صرخة أخيرة ونداء للمراجعة:

فلتكن هذه اللحظة هي نقطة التحول. فلنجلس مع أنفسنا جلسة صدق، ونرجع إلى الوراء لنستعرض كل تصرفاتنا، ولنحاسب ضمائرنا.

إن لم نستيقظ اليوم، فغداً لن يجد أبناؤنا ما يرثونه سوى قرية ممزقة وكرامة مُباعة وندم لا ينتهي.

تذكّروا: صوتكم ليس ملككم فقط، بل هو أمانة مستقبل جيل كامل.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة