U3F1ZWV6ZTExNzExNjIzMDIyMzZfRnJlZTczODg3MDQ1MTQwMQ==

البطون تَسجُن العقول.. فاختاروا: إما عقلٌ حر يقودكم، أو بطنٌ أسير يذلّكم!

البطون تَسجُن العقول.. فاختاروا: إما عقلٌ حر يقودكم، أو بطنٌ أسير يذلّكم!


البطون تَسجُن العقول.. وصرخة وعي في زمن الشهوات

البطون تَسجُن العقول.. فاختاروا: إما عقلٌ حر يقودكم، أو بطنٌ أسير يذلّكم!

✍️ : رأفت عبده 

في لحظة من لحظات التاريخ، لم تكن قوة السيف، ولا دهاء السياسة، ولا حتى صلابة العقيدة، هي التي أسقطت أقوامًا وأمما، بل كانت

  البطون! نعم.. البطون التي إذا امتلأت تعطلت العقول، وإذا شبعت ماتت الإرادة، وإذا انغمست في الملذات غاب الضمير وتلاشت

 المبادئ. فما أقسى أن يتحول الإنسان من سيدٍ مُكرّم بالعقل إلى عبدٍ أسيرٍ لجوفٍ لا يشبع!

إنها معركة خفية، معركة بين العقل الذي خُلق ليهدي ويقود، وبين البطن الذي لا يعرف إلا لغة الشهوة والجوع. وحين ينتصر البطن

 تُهزم الحضارات، وتنهار القيم، وتباع المبادئ في سوقٍ رخيص، لأن الجائع لا يفكر، والشبعان لا يتذكر، وكلاهما في أسرِ معدةٍ تُعمي

 البصائر.

البطون تَسجُن العقول.. فاختاروا: إما عقلٌ حر يقودكم، أو بطنٌ أسير يذلّكم!

ألم نقرأ في كتب التاريخ أن ملوكًا وحكامًا سقطوا لأنهم استسلموا لشهوة الطعام والشراب، وأممًا اندثرت لأنها عاشت لتأكل بدل أن تأكل

 لتعيش؟! إن العقل إذا سُكر بالملذات صار أضعف من أن يحكم، وأوهن من أن ينهض.

اليوم، نرى الصورة تتكرر بوضوح؛ نرى شعوبًا تُباع وتُشترى مقابل رغيف خبز، نرى أقلامًا تُباع مقابل مائدة عامرة، ونرى وعودًا

 تُنسى عند أول وليمة. البطن الغليظة لا تسمع أنين الفقراء، ولا تبصر معاناة الضعفاء، لأنها ببساطة أسكتت العقل وأخمدت الضمير.

أيها القارئ.. لا تخدعك البطون الممتلئة ولا الموائد المليئة، فالحقيقة أن كل حضارة تبدأ بالانهيار حينما تصبح البطن هي الحاكم والعقل

 مجرد تابعٍ ذليل. فالحياة لا تبنى بالشهوة، بل تبنى بالعقل، ولا تقوم بالشره، بل تقوم بالوعي والانضباط.

إننا بحاجة إلى ثورةٍ داخلية، ثورةٍ تجعل من العقل سيدًا ومن البطن خادمًا، ثورةٍ تُعيد التوازن بين الحاجة والكرامة، بين الشهوة والمبدأ،

 بين الحياة والإنسانية.

البطون تَسجُن العقول.. فاختاروا: إما عقلٌ حر يقودكم، أو بطنٌ أسير يذلّكم!

وفي النهاية.. سيبقى الدرس واضحًا لا لبس فيه: من قدّم بطنه على عقله، باع نفسه بأرخص الأثمان، وخسر كرامته قبل أن يخسر

 وطنه. إن الأمم لا تنهض بالموائد العامرة ولا بالبطون الممتلئة، وإنما تنهض بالعقول الواعية والضمائر الحية والإرادات الصلبة.

 فلنحذر جميعًا أن نكون أسرى لشهوة عابرة تُطفئ نور عقولنا وتسرق منّا حاضرنا ومستقبلنا.

✍️ فلنجعل بطوننا وسيلة للعيش.. لا وسيلة للبيع والذل، ولنجعل عقولنا سيدة القرار، فبالعقل تُبنى الأوطان، وبالكرامة تُحفظ الأجيال.

البطون تَسجُن العقول.. فاختاروا: إما عقلٌ حر يقودكم، أو بطنٌ أسير يذلّكم!

اقراء اكثر وشارك اضغط هنا 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة