البرلمــان.. بين إشاعة النفــوذ وحقيقــة حب النــاس
مع اقتراب قطار الانتخابات البرلمانية، تبدأ الإشاعات في الزحف إلى العقول والقلوب، وتجد لنفسها مكانًا بين الناس، وكأنها حقائق مطلقة لا تقبل الجدل. ومن أخطر هذه الإشاعات وأكثرها إحباطًا: "اللي معاه المال والنفوذ يضمن المقعد في البرلمان"…!!
تلك المقولة التي تُزرع في صدور المرشحين لتثبيط عزائمهم، ولإرسال رسالة سامة فحواها أن البرلمان لا يعرف سوى لغة المال، وأن النفوذ أقصر الطرق إلى قبة المجلس.
لكن الواقع والتاريخ القريب يرفضان هذه المقولة جملةً وتفصيلاً. فقد أثبتت التجارب الانتخابية في شتى محافظات مصر أن المال قد يشتري بعض الدعاية أو الأصوات المؤقتة، لكنه لا يستطيع أن يشتري قلوب الناس ولا أن يضمن الثقة الحقيقية. فالمقعد النيابي لا يُحسم إلا بثلاثية واضحة: الله أولاً، ثم حب الناس، ثم الأرضية الشعبية الأصيلة داخل الدائرة.
لقد عرفنا في دوائر عدة نماذج ملهمة لما أطلق عليهم البسطاء لقب "نواب الغلابة"؛ رجال خرجوا من قلب الشعب، لا سند لهم سوى رضا الله، ومحبة الناس، وإيمانهم الراسخ بأن من كان مع الله فلن يُخذل أبدًا. هؤلاء خاضوا معارك انتخابية أمام رجال أعمال وأصحاب نفوذ، ومع ذلك انتصروا، لأن الناس رأت فيهم الصدق، والوفاء، والالتصاق الحقيقي بقضايا المواطن.
إن أخطر ما تفعله إشاعة المال والنفوذ أنها تسرق الأمل من قلوب المرشحين الشباب، وتمنح المتربصين الفرصة لبث اليأس في النفوس. لكن الحقيقة أن مصر لا تزال تنجب من أبنائها رجالًا قادرين على مواجهة التحديات، وفرض إرادتهم بالحق لا بالمال.
- من عاش بين أهله وناسه، كان الأجدر بأصواتهم.
- من جعل خدمته رسالة، نال ثقة دائرته.
- من كسب محبة الناس، حصد مقعده عن استحقاق.
✨ الخاتمــة
الانتخابات ليست مزادًا للمناصب ولا صفقة نفوذ، بل هي امتحان حقيقي للإرادة الشعبية. ومن يظن أن المال والنفوذ يحسمان المعركة، فليقرأ التاريخ جيدًا. فالتاريخ لا يذكر إلا من أحبهم الناس ووقفوا بجانبهم، والتجربة تبرهن أن البرلمان دائمًا سيحتضن "نائب الغلابة" الذي يرفع صوته بالحق ويحمل أمانة الوطن.
إرسال تعليق