-->
style="display:inline-block;width:728px;height:90px" data-ad-client="ca-pub-5494815474080203" data-ad-slot="7444598250">

"دراما السموم".. عندما يتحول الفن إلى مدرسة للبلطجة وشرب المخدرات وتعليم الانحراف!

"دراما السموم".. عندما يتحول الفن إلى مدرسة للبلطجة وشرب المخدرات وتعليم الانحراف! 

بقلم: رأفت عبده 

في زمن باتت فيه الشاشة أقوى من المدرسة، وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي تُشكّل عقول شبابنا أكثر من الأسرة، نُفاجأ كل يوم بمنتج درامي جديد لا يُعالج قضية ولا يبني وعياً، بل يهدم قيماً ويزرع بذور الانحراف في عقول الناشئة!
فنٌّ بلا ضمير، دراما تُقدِّم "البلطجي" بطلاً يُحتذى به، وتُظهر تاجر المخدرات كرمزٍ للذكاء والدهاء، وتُجسِّد المرأة المستهترة كأنها "القدوة"، في مشهد مأساوي يُهين الفن، ويخون الرسالة، ويُهدِّد أمن المجتمع الأخلاقي والإنساني.

هنا لا نتحدث عن مجرد مشهد أو حلقة عابرة، بل عن حرب ناعمة تُشن على عقول أطفالنا ومراهقينا، تُبرمجهم على قبول القبح، والعيش في مستنقع العنف، والانبهار بحياة الإجرام والانحراف.

فبدلاً من أن تُعلّمنا هذه الأعمال كيف نحب، وكيف نُضحّي، وكيف نبني ونحلم ونُسامح، صارت تُعلّمنا كيف نشتم، وكيف نطعن، وكيف نخون، وكيف نحترف البلطجة والسرقة وتجارة السموم!
والأخطر، أن كل ذلك يُقدَّم في قوالب فنية جذابة، وبأبطال يحظون بآلاف المتابعين، فتتحول البلطجة إلى "ترند" والمخدرات إلى "ستايل"، والانحراف إلى "حلم حياة"!

"دراما السموم".. عندما يتحول الفن إلى مدرسة للبلطجة وشرب المخدرات وتعليم الانحراف! 

في السنوات الأخيرة، تصاعدت موجة الأعمال الفنية التي تُروّج للعنف والمخدرات والانحراف الأخلاقي، في ظل غياب واضح للرقابة الفنية والمجتمعية. وبدلاً من أن تكون تلك الأعمال مرآة للمجتمع تعكس مشاكله وتحفّزه نحو الحلول، تحولت إلى أبواق تُطبِّع مع كل ما هو قبيح وخارج عن القانون والدين.

من يتابع بعض المسلسلات التي تُعرض في أوقات الذروة، سيُلاحظ كم الإسفاف اللفظي والسلوكي الذي يُزرَع في ذهن المتلقي، دون أن يرفّ جفن للكتّاب أو المخرجين أو حتى الجهات الرقابية، وكأنهم في غيبوبة جماعية.

"دراما السموم".. عندما يتحول الفن إلى مدرسة للبلطجة وشرب المخدرات وتعليم الانحراف! 

شخصيات تُجسِّد الشاب "المسجل خطر" كبطل شعبي، وتُظهر "الصاحب الجدع" كتاجر مخدرات يُنقذ أصدقاءه بالسموم، وتُقدّم "المزاج" على أنه مَهرب من الضغط النفسي، و"السجائر" والمشروبات المُخدِّرة كجزء طبيعي من الروتين اليومي.

فأين الرسالة؟ وأين الهدف؟ وأين الاحترام لأي ديانة أو قيمة تربوية؟
إن هذه النوعية من الأعمال لا تُهين الفن فقط، بل تُخرّب الأجيال القادمة تحت شعار "الواقعية" و"الجمهور عايز كده"!

"دراما السموم".. عندما يتحول الفن إلى مدرسة للبلطجة وشرب المخدرات وتعليم الانحراف! 

تأثير مدمر على الجيل:

  • ارتفاع معدلات الجريمة بين الشباب.
  • انتشار تعاطي المخدرات في سن المراهقة.
  • تغيّر سلوك الأطفال نحو العنف والشتائم.
  • انهيار صورة القدوة في البيت والمدرسة مقابل "نجوم الشاشة".

هذه ليست أوهاماً بل نتائج حقيقية رصدتها تقارير تربوية وأمنية، أكدت أن 70٪ من الأطفال يقلدون شخصيات "الميديا" في سلوكهم اليومي، وأن 55٪ من الأحداث في قضايا العنف تبيّن أنهم استلهموا أفكارهم من مشاهد درامية.

"دراما السموم".. عندما يتحول الفن إلى مدرسة للبلطجة وشرب المخدرات وتعليم الانحراف! 

أين الجهات الرقابية؟ أين دور الإعلام الحقيقي؟

لماذا لا تتحرك الرقابة على المصنفات بشكل حازم لوقف هذه المهزلة؟ لماذا تغيب وزارة الثقافة والإعلام والتربية والتعليم عن هذا السجال الخطير الذي يدور على الشاشات كل ليلة؟

ولماذا لا نُكرّم الأعمال النظيفة، التي تُعلي من شأن القيم؟ لماذا لا نُنتج مسلسلات عن الأبطال الحقيقيين، العلماء، المجاهدين في ميادين الطب والتكنولوجيا؟ لماذا لا نُعيد إحياء أعمال مثل "رأفت الهجان"، "عمر بن عبدالعزيز"، "الوسية"، التي ربّت أجيالاً كاملة على النبل والشهامة؟

"دراما السموم".. عندما يتحول الفن إلى مدرسة للبلطجة وشرب المخدرات وتعليم الانحراف! 

ختاماً:

إننا نُطلق صرخة مدوية من على منبر "جريدة الأهرام الإخبارية" إلى كل المسؤولين، الفنانين، المخرجين، الإعلاميين، الآباء والأمهات:
كُفّوا عن زرع القبح في عقول أولادنا، وعودوا برسالة الفن إلى أصلها النبيل، فالفن إمّا أن يكون منارة يهتدي بها الناس.. أو ناراً تُحرق مستقبل أمة بأكملها!

للمزيد اضغط هنا 


شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا