البحيرة تقود ثورة الأعلاف: خطة سرية لتحويل المخلفات الزراعية لكنز يضاعف الثروة الحيوانية!
كتب احمد منازع
في خطوة غير مسبوقة تضع محافظة البحيرة على خريطة الابتكار الزراعي، كشفت مصادر خاصة لـ "[الأهرام الاخبارية]" عن تفاصيل اجتماع رفيع المستوى بمقر مديرية الزراعة، يهدف إلى إطلاق ثورة حقيقية في مجال الأعلاف الحيوانية. الاجتماع، الذي يأتي ضمن مهام مشروع (TACLIM) لمواجهة التغير المناخي، لم يكن مجرد لقاء روتيني، بل وضع حجر الأساس لخطة طموحة لتحويل المخلفات الزراعية إلى "ذهب أخضر" يدعم الثروة الحيوانية ويخفض تكاليف الإنتاج بشكل جذري.
استقبل الدكتور حسني عطية عزام، وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة، وفدًا رفيع المستوى ضم الدكتور أحمد هاني والدكتور خالد هلال من منظمة الفاو، والمهندس أسامة حطبة من وزارة الزراعة، بالإضافة إلى قيادات زراعية من المحافظة. لكن ما تم تداوله في الغرف المغلقة يتجاوز مجرد "مناقشة مهام المشروع".
مخلفات بمليارات الجنيهات تتحول لطاقة: هل هذا هو السر؟
كشف الدكتور عزام عن أن البحيرة، بفضل تنوعها الزراعي الهائل من الذرة الصيفي والخضر وفول الصويا إلى الفول البلدي والشعير والبرسيم، تنتج كميات هائلة من المخلفات الزراعية كقش الأرز وسنابل القمح ومخلفات بنجر السكر وأشجار الفاكهة. هذه المخلفات، التي كانت تعتبر "نفايات" في الماضي، يتم الآن التخطيط لتحويلها إلى مصادر علف ذات قيمة غذائية عالية، وبأقل تكلفة ممكنة للمربين.
المثير في الأمر أن النقاش لم يتوقف عند تحديد أنواع المحاصيل والمخلفات.
بل تطرق إلى "وصفات سرية" لتراكيب علفية مبتكرة، بالاستعانة بأساتذة من مراكز البحوث الزراعية.
الهدف ليس فقط تدوير المخلفات، بل الوصول إلى "معدل تحويل" قياسي للحيوانات، مما يعني نموًا أسرع وإنتاجية أعلى بأقل مدخلات!
نموذج "حظائر المستقبل" في "حياة كريمة":
الاجتماع تطرق أيضًا إلى إنشاء "نماذج للحظائر النموذجية" في مراكز مبادرة حياة كريمة، مثل أبو حمص.
هذه الحظائر لن تكون مجرد أماكن لتربية الحيوانات، بل ستكون بمثابة "مراكز تدريب" للمربين، لتعليمهم أفضل الممارسات في التغذية والإدارة الصحية، بهدف تعميم هذا النموذج "المثالي" على كل مربي الثروة الحيوانية في المحافظة.
هذه الخطة الطموحة ليست مجرد مبادرة بيئية، بل هي استراتيجية اقتصادية واجتماعية شاملة.
فإذا نجحت البحيرة في تنفيذ هذا المشروع، فإنها لن تحل مشكلة المخلفات فحسب، بل ستوفر حلولًا مستدامة لتغذية الحيوانات، تزيد من دخل المربين، وتساهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن الغذائي لمصر. هل تشهد البحيرة حقًا فجر عصر جديد للثروة الحيوانية؟ الأيام القادمة ستكشف المستور.
---
اترك تعليقا: