غزة واختيار الصمود
غزة: أيقونة التحدي رغم العدوان
في زمنٍ تتقاطع فيه رياح القهر مع عواصف العدوان، تنهض غزة كبركان لا يخمد، وكقلب لا يتوقف عن النبض رغم الجراح. إنها الأرض التي لا تنحني، والنبض الذي لا يموت، والشوكة التي ما زالت في حلق المحتل. غزة، تلك البقعة المحاصرة، ترفض أن تكون ضحية أو مجرد عنوان في نشرات الأخبار، وتختار بدلاً من ذلك أن تكون رمزًا للصمود، وراية عزّ، وصفعة في وجه اليأس.
من تحت الركام، تصرخ غزة للعالم:
"لن أنحني… فالصمود خياري، والحرية قدري!"
الحصار والكرامة: قرار البقاء والوقوف
في قلب الحصار والمعاناة، تقف غزة شامخة، لا تستسلم رغم الحروب المتكررة والمآسي. لم تختر الخضوع بل اختارت الكرامة والثبات، متمسكة بهويتها وحقها في الحياة، متحدية آلة التدمير التي تحيط بها من كل الجهات.
الصبر الشعبي: ملحمة إنسانية لا تنتهي
ليست غزة مجرد مكان، بل ملحمة إنسانية متواصلة. وسط الدمار، تسطر العائلات الفلسطينية قصصًا من الصبر والقوة. رغم الدمار الهائل والإغلاق المتكرر، يتمسك أهل غزة بحقهم في الحياة والتعليم والعمل، ويُظهرون أن الكرامة يمكن أن تزدهر حتى في أحلك الظروف.
الصمود: خيار وطني متجذّر
اختيار غزة للصمود ليس انفعالًا لحظيًا، بل خيار وطني وإنساني راسخ. الصمود هنا يعني الاستمرار رغم الألم، في بناء المدارس وسط الركام، وتشغيل المستشفيات رغم العجز، وتربية الأجيال على العزة والإيمان بالحق.
المقاومة: إرادة تتجدد بأشكال متعددة
غزة ليست فقط عنوانًا للمقاومة المسلحة، بل أيضًا مقاومة بالإرادة، والفكر، والعمل المجتمعي. شبابها يبدعون في التكنولوجيا والفن والتعليم رغم كل العوائق. صمودهم هو رسالة بأن الحياة لا تتوقف عند الجدران ولا تُقهر بالإغلاق.
رسالة غزة إلى العالم: الكرامة لا تُشترى
غزة ليست اسمًا فقط، بل نبض الكرامة في وجه القهر. لقد اختارت طريق الصمود، لا لأنها لا تخاف، بل لأنها ترفض الانكسار. من بين الأنقاض، تولد بذور الأمل وتُكتب بطولات الصبر، وترتفع غزة شاهدة على أن الشعوب الحية لا تموت.
وكما قال الشاعر محمود درويش:
"نحن نحبّ الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا."
وغزة، بكل وجعها، تصرّ أن تصنع لهذا الحب سبيلًا… ولو من بين الركام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق