المهندس ناجي السيد: ليس نقيبًا فحسب.. بل "ساحر القلوب" الذي يضيء الزراعيين بالبحيرة!
بقلم : رأفت عبده
في زمن عزت فيه القامات، وشحت الوجوه المضيئة، كان لي شرف اللقاء بشخصية استثنائية، تجسد المعنى الحقيقي للقائد والخدمة المجتمعية. ففي زيارة لنقابة الزراعيين بالبحيرة، حظيت بفرصة مقابلة المهندس ناجي السيد، نقيب الزراعيين الحالي، ومدير عام الزراعة بالبحيرة السابق، والعديد من المناصب القيادية التي شغلها بكفاءة واقتدار.
من اللحظة الأولى لدخولي النقابة، تبددت أي مفاهيم مسبقة عن "الاستقبال الرسمي" أو "البروتوكولات الجامدة". وجدت نفسي أمام رجل يفيض بالترحاب، ويستقبل الجميع، وليس أنا والإعلامي فقط، بروح المحبة وأصول الضيافة العربية الأصيلة. كان المشهد أشبه ببيت مفتوح، يستقبل أبناءه لا موظفين أو مراجعين.
ما لفت انتباهي وألهب حماسي حقًا، هو كيفية تعامله مع المهندسين الزراعيين الجدد، أو من يتم قيدهم بالنقابة. لم يكن مجرد نقيب يؤدي واجبًا إداريًا، بل كان يتعامل بروح الأب والمعلم. يوجه النصح، يقدم العون، ويسعى جاهدًا لإرضاء الجميع وحل مشكلاتهم بأريحية وسلاسة. بدا وكأنه يرى في كل مهندس زراعي صغير بذرة تحتاج إلى الرعاية لتنمو وتثمر، تمامًا كتعامله مع الأرض التي أحبها وأفنى عمره في خدمتها.
هنا أيقنت أن اختيار المهندس ناجي السيد نقيبًا للزراعيين لم يأتِ من فراغ. لم يكن مجرد منصب يُمنح، بل هو تكريم لشخصية كرست حياتها للخدمة والعطاء. فهو ليس فقط قائدًا إداريًا، بل هو رجل خدمات من الطراز الفريد، شخصية محبوبة للجميع، بشهادة كل من حوله. قدرته الفائقة على التواصل، واحتواء الجميع، وتلبية احتياجاتهم، جعلت منه بالفعل "نقيب القلوب".
هذا اللقاء لم يكن مجرد مقابلة روتينية، بل كان تجربة ثرية كشفت لي عن وجه مضيء من وجوه القيادة الحقيقية التي نفتقدها أحيانًا. إنه درس في العطاء والخدمة، وتأكيد على أن الاحترام الحقيقي يُكتسب بالمواقف لا بالمناصب.
وفي الختام، تتجلى حقيقة لا تقبل الجدل: إن المهندس ناجي السيد ليس مجرد نقيب، بل هو قائد استثنائي أحدث طفرة حقيقية في نقابة الزراعيين بالبحيرة. فبفضل روحه الأبوية، وحكمته كمعلم، وقدرته الفائقة على التواصل والاحتواء، تحولت النقابة من مجرد كيان إداري إلى بيت دافئ يجمع المهندسين الزراعيين، ويوفر لهم الدعم والخدمات بروح المودة والتقدير. لقد أعاد المهندس ناجي السيد تعريف دور النقيب، ليثبت أن الإنجاز لا يقتصر على القرارات الإدارية، بل يمتد ليشمل بناء الثقة، وغرس روح الأسرة الواحدة، وهو ما جعله بحق "نقيب القلوب" الذي يشار إليه بالبنان في البحيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق