-->
style="display:inline-block;width:728px;height:90px" data-ad-client="ca-pub-5494815474080203" data-ad-slot="7444598250">

الحنين إلى أجواء العيد القديمة: دفء العائلة وبهجة الذكريات

 

الحنين إلى أجواء العيد القديمة: دفء العائلة وبهجة الذكريات

 الحنين إلى أجواء العيد القديمة: دفء العائلة وبهجة الذكريات

العيد ليس مجرد مناسبة دينية أو عطلة رسمية، بل هو طقس اجتماعي يفيض بالفرح، ورائحة الذكريات التي تعيدنا إلى أيام الطفولة، 

حيث كانت البهجة حقيقية والتفاصيل البسيطة تصنع السعادة.

 لا شيء يضاهي أجواء العيد القديمة، تلك اللحظات التي نعيشها بقلوب صافية وسط العائلة، الجيران، الأصدقاء،

 والجدة التي كانت بمثابة قلب العائلة النابض بالمحبة والدفء.

العيد في أحضان العائلة والجدة

كانت الاستعدادات للعيد تبدأ قبل أيام، عندما كانت الجدة تجتمع مع الأمهات لتحضير الكعك والبسكويت، فتغمر رائحة الزبدة والسكر 

المنزل، ويملأ الضحك أرجاء المطبخ. لم يكن الهدف مجرد صنع الحلويات، بل كان العيد فرصة لتقوية الروابط الأسرية، حيث تجتمع 

العائلة حول الطاولة، يتبادلون الأحاديث، ويتعاونون في تشكيل العجينة بحب.

مع صباح العيد، كنا نستيقظ على صوت تكبيرات العيد القادمة من المساجد، ونهرع إلى الجدة لنقبل يدها ونحصل على "العيدية"، تلك 

الأوراق النقدية القليلة التي كانت تعني لنا ثروة حقيقية. لم يكن المال هو المهم، بل تلك اللحظة التي نشعر فيها بحنانها، ونظراتها التي 

تمتلئ بالدعوات لنا بالسعادة والنجاح.




الجيران.. فرحة العيد التي تتسع للجميع

في الزمن الجميل، كان العيد يعني أبوابًا مفتوحة، وأيادي ممدودة بالتهاني، وجيرانًا يتبادلون أطباق الكعك والحلويات بكل حب. كان 

الجميع يعرف بعضهم البعض، ويتشاركون اللحظات الأولى للعيد بزيارات صباحية، تحمل معها القهوة العربية والمكسرات والابتسامات 

الصادقة.

أما الأطفال، فقد كانوا يملؤون الشوارع بضحكاتهم وهم يركضون بثيابهم الجديدة، يتباهون بـ"العيدية"، ويتسابقون نحو البائع المتجول 

الذي يحمل البالونات وحلوى "غزل البنات"، وكأن العيد لا يكتمل إلا بألوانه وفرحته البريئة.

الأصدقاء.. نكهة العيد الخاصة

بعد قضاء ساعات الصباح مع العائلة، كان الأصدقاء هم الوجهة التالية، حيث تكتمل فرحة العيد معهم. لم تكن هناك حاجة لمواعيد مسبقة، 

فالبيوت كانت مشرعة لاستقبال الأحباب، والأحاديث تمتد حتى المساء، حول الألعاب التي سنلعبها، والأماكن التي سنذهب إليها، 

والمواقف الطريفة التي لن ينساها أحد.



العيد بين الماضي والحاضر.. أين ذهب ذلك الدفء؟

اليوم، تغيرت أجواء العيد كثيرًا، أصبحنا أكثر انشغالًا، وأقل زيارةً للأهل والجيران، وأصبح اللقاء عبر الهاتف أو الرسائل الإلكترونية 

بديلاً عن المصافحة والزيارات الدافئة. التكنولوجيا قرّبت المسافات لكنها أضعفت الحميمية التي كنا نشعر بها في العيد، وأصبح البعض 

يفضل السفر أو الانعزال بدلاً من الاحتفال بروح الجماعة.

ورغم كل هذا، يبقى الحنين إلى أعياد الطفولة حاضرًا في قلوبنا، نشعر به كلما مرت بنا رائحة الكعك في الأفران، أو رأينا أطفالًا يرتدون 

ملابس جديدة ويضحكون في الشوارع. العيد ليس مجرد يوم في التقويم، بل هو إحساس، ذكريات، ودفء اجتماعي نحتاج إلى إحيائه 

حتى لا نفقد تلك البهجة التي كانت تملأ بيوتنا وقلوبنا.

فهل ما زال بإمكاننا استعادة ذلك الدفء؟ أم أن أعياد الطفولة ستبقى مجرد حنين جميل نتذكره مع مرور الزمن؟

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا