الصفحات

معركة كسب القلوب في سباق مجلس النواب

معركة كسب القلوب في سباق مجلس النواب

رافت عبده


بقلم : رأفت عبده 

مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب، بدأت ملامح المعركة الانتخابية تلوح في الأفق، ويشتد السباق بين المرشحين لكسب رضاء أهالي الدوائر الانتخابية. 

الكل يتسابق، الكل يبذل أقصى جهده، والكل يرفع شعارات براقة، ولكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو:

 كيف يختار الناخب من بين هذا الزخم من المتنافسين؟ ومن يستحق أن يمثل "ابن البلد" الذي يحمل هموم وطموحات أبناء دائرته؟

في هذه الفترة الحساسة، نشهد استعراضًا للقوة وتنافسًا محمومًا على القلوب والعقول. 

تزدحم الساحات بالفعاليات، وتمتلئ الشوارع باللافتات، وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بالوعود والبرامج الانتخابية.

 يتحول المرشحون إلى "خدم" يسعون لإرضاء الناخبين، يبدون اهتمامًا غير مسبوق بمشاكلهم، ويقدمون حلولًا قد تبدو سحرية.

 الكل يرتدي ثوب ابن البلد المخلص، ولكن الحقيقة غالبًا ما تكون أبعد من ذلك بكثير.

إن مهمة الناخب ليست سهلة على الإطلاق. ففي خضم هذا الضجيج والوعود، يصبح من الضروري التمييز بين الغث والسمين، بين من يسعى لخدمة الوطن والمواطن حقًا، ومن يرى في المقعد البرلماني مجرد وسيلة لتحقيق مصالح شخصية أو فئوية. 

هنا يبرز دور الوعي المجتمعي والفطنة السياسية للناخبين.

لا يكفي أن يكون المرشح "ابن بلد" بالاسم فقط، بل يجب أن يكون ابنًا حقيقيًا يحمل في قلبه حب تراب الوطن وهموم أبنائه.

 يجب على الناخب أن يبحث عن المرشح الذي يتميز بـالثقافة الواسعةوالاطلاع على قضايا وطنه ومجتمعه.

 المرشح الذي يفهم تحديات المرحلة الراهنة، ولديه رؤية واضحة للحلول، لا مجرد وعود فضفاضة.

 نائب الشعب: تشريع، رقابة، وفهم للقانون

من المهم أن نتذكر أن عضو مجلس النواب ليس مجرد ممثل اجتماعي، بل هو عضو تشريع ورقابة. 

هذه الوظائف تتطلب فهمًا عميقًا ودراية واسعة بالقانون. لذلك، يجب أن يكون المرشح دارسًا للقانون أو على الأقل ملمًا بمبادئه الأساسية، حتى يتمكن من صياغة التشريعات ومناقشتها بفعالية، وممارسة دوره الرقابي على أداء الحكومة بمهنية.

كما يجب أن يكون المرشح ملمًا بحقوق ناخبيه وواجباتهم، وأن يكون قادرًا على الدفاع عن مصالحهم وفقًا للأطر القانونية والدستورية.

 هذه المعرفة تمكنه من أن يكون صوتًا قويًا ومؤثرًا في الدفاع عن قضايا المواطنين وحقوقهم الأساسية.

الأهم من ذلك، هو الالتزام مع الأهالي. 

فالمقعد النيابي ليس تشريفًا بل تكليفًا، يتطلب تواصلًا مستمرًا مع أبناء الدائرة، والاستماع إلى مشاكلهم، والسعي الجاد لحلها. 

على الناخب أن يسأل نفسه: 

هل هذا المرشح كان حاضرًا في أوقات الشدة؟ هل كان قريبًا من الناس قبل موسم الانتخابات؟ هل لديه تاريخ من الخدمة المجتمعية الحقيقية؟

كما أن التاريخ المهني والاجتماعي للمرشح يعد مؤشرًا قويًا على مدى جديته وكفاءته. فالشخص الذي يتمتع بسيرة مهنية مشرفة، ومسيرة اجتماعية تتسم بالنزاهة والعمل الجاد، هو الأجدر بالثقة. 

يجب البحث عن المرشح الذي بنى نجاحه على أسس صلبة من الجهد والعطاء، لا على مجرد علاقات شخصية أو انتماءات فئوية.

في النهاية، إن السباق نحو مجلس النواب ليس مجرد منافسة لكسب الأصوات، بل هو فرصة حقيقية لبناء مستقبل أفضل.

 وعلى الناخبين تقع مسؤولية عظيمة في اختيار من يمثلهم بصدق وأمانة.

 لنجعل هذا الاختيار مبنيًا على العقل والضمير، لا على العاطفة أو المصالح الضيقة.

 لنتكاتف جميعًا من أجل اختيار "ابن البلد" الذي يستحق أن يكون صوتنا في قبة البرلمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق