كيف هزمت "مستقبل وطن" حيادنا التاريخي في دمنهور؟ (قصة تستحق المتابعة
على مدار سنوات عملي في بلاط صاحبة الجلالة، لطالما حرصنا في مؤسستنا الإعلامية على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب السياسية، ملتزمين بتقديم الصورة الكاملة والحيادية دون الانحياز إلى أي فصيل أو تيار. منذ أن بزغ نجم حزب الحركة الوطنية المصرية بقيادة الفريق أحمد شفيق، ظل هذا مبدأنا الراسخ، لم نتزحزح عنه قيد أنملة، مؤمنين بأن رسالتنا الأساسية هي خدمة الحقيقة والمواطن دون تلوين سياسي.
لكن، وكما يقال، لكل قاعدة استثناء. وهذا الاستثناء تجلى بوضوح عندما تلقينا دعوة كريمة من المستشار محمود الرحماني لحضور فعاليات نهائي بطولة حبيب لكرة القدم التي أقيمت تحت رعاية حزب مستقبل وطن بمحافظة البحيرة. في البداية، ترددت كعادتنا، متسائلين عن مدى ملاءمة تغطية حدث حزبي لنهجنا الإعلامي المستقل. لكن إلحاح الدعوة، والسمعة الطيبة التي تسبق اسم المستشار الرحماني، دفعانا إلى تلبية الدعوة، ربما بدافع الفضول الصحفي لاستكشاف ما وراء الستار.
وما أن وطأت أقدامنا أرض الحدث في دمنهور، حتى تبددت كل تحفظاتنا أمام مشهد تنظيم فاق كل التوقعات. احترافية في أدق التفاصيل، سلاسة في الإجراءات، وأجواء احتفالية بهيجة عكست جهدًا كبيرًا وحرصًا على تقديم صورة مشرفة. لكن الأهم من كل ذلك كان الحضور الجماهيري اللافت، تدفق بشغف وحب لمؤازرة الفرق المشاركة، وفي ذات الوقت، معبرًا عن شعبية وتقدير للمستشار الرحماني.
لم يكن الحدث مجرد تظاهرة رياضية، بل كان منصة تفاعلية جمعت بين أطياف مختلفة من المجتمع. وشخصيًا، أتيحت لي الفرصة للتحدث مع قيادات بارزة من حزب مستقبل وطن، حيث دار نقاش معمق حول قضايا سياسية واجتماعية ملحة. استمعت باهتمام إلى رؤيتهم لآليات حل مشاكل القرى، ودور الحزب في مبادرات "حياة كريمة" وغيرها من المشروعات التنموية التي تلامس حياة المواطنين بشكل مباشر.
ما لمسته خلال هذه الحوارات كان ترحيبًا حقيقيًا واستعدادًا للتعاون من قبل قيادات المحافظة ومركز دمنهور في هذه الملفات الحيوية. شعرت بصدق الرغبة في إحداث تغيير إيجابي على أرض الواقع، والانخراط بفاعلية في خدمة المجتمع.
في تلك اللحظات، شعرت بأنني أمام نموذج مختلف للعمل الحزبي، نموذج يتجاوز الشعارات والتنظيرات إلى الفعل والتأثير الملموس في حياة الناس. ربما كانت هذه هي المرة الأولى منذ نشأة حزب الحركة الوطنية المصرية التي نشعر فيها كإعلاميين بحافز قوي لتغطية فعاليات حزب سياسي، ليس بدافع الواجب المهني فحسب، بل بدافع الإعجاب بصدق التوجه وحجم التأثير.
إنها شهادة من القلب، تسجل إعجابنا بالتنظيم الرائع والحضور الجماهيري المميز، والأهم من ذلك، بالرغبة الصادقة التي لمسناها لدى قيادات حزب مستقبل وطن في دمنهور للمساهمة في بناء مستقبل أفضل للمجتمع. ربما تكون هذه هي البداية لعهد جديد في علاقتنا مع الأحزاب السياسية، عهد يقوم على متابعة الفعل والإنجاز على أرض الواقع، وتقديم التقدير لمن يستحق. هذه قصة تستحق المتابعة، لنرى كيف ستترجم هذه الروح الإيجابية إلى خطوات عملية تخدم أهالينا في محافظة البحيرة.
وختامًا، وبعد أن عايشنا بأنفسنا هذا المشهد الحيوي والملهم، نجد أنفسنا أمام دعوة صادقة ومُلحة، تلك التي أطلقها المستشار محمود عبد الغفار الرحماني، دعوة إلى كل مواطن ومواطنة في ربوع محافظة البحيرة، بل في كل شبر من أرض مصرنا الحبيبة، للمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية. لم تعد السياسة مجرد حلبة للمنافسات الحزبية أو ساحة للنقاشات النظرية، بل أصبحت ضرورة ملحة، وواجبًا وطنيًا، ومسؤولية جماعية تقع على عاتق كل فرد منا.
لقد رأينا بأعيننا كيف يمكن للعمل الجماعي المنظم أن يحقق نتائج ملموسة، وكيف يمكن للتفاعل المباشر بين المسؤولين والمواطنين أن يساهم في حل المشكلات وتلبية الاحتياجات. رأينا كيف يمكن للشباب الطموح، والقيادات الواعية، أن يصنعوا فارقًا حقيقيًا في مجتمعاتهم.
إن المشاركة في الحياة السياسية لا تقتصر على التصويت في الانتخابات، بل تمتد لتشمل الانخراط في العمل التطوعي، والمشاركة في الحوارات المجتمعية، والتعبير عن الآراء والمقترحات، ومراقبة أداء المسؤولين، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لأنفسنا ولأجيالنا القادمة.
إن صوت كل مواطن له قيمة، ورأيه له تأثير. فلنرفع أصواتنا، ولنشارك بفعالية في صنع القرار، ولنكن جزءًا من عملية التغيير الإيجابي التي تسعى إليها بلادنا. لنكن شركاء في بناء مصر الحديثة، مصر التي تتسع لجميع أبنائها، مصر التي تقوم على العدل والمساواة والتنمية الشاملة.
إننا ندعوكم، كما دعاكم المستشار الرحماني، إلى أن تكونوا جزءًا من هذا الحراك الوطني، إلى أن تمدوا أيديكم بأيدي إخوانكم، إلى أن تعملوا بجد وإخلاص من أجل رفعة وطننا وتقدمه. لنكن جميعًا جنودًا مخلصين في معركة البناء والتنمية، ولنصنع معًا مستقبلًا مشرقًا يليق بمصرنا الحبيبة. فلنعمل، ولنشارك، ولنكن جزءًا من الحل، لا جزءًا من المشكلة. فلنكن جميعًا بناة مصر
الحديثة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق