الصفحات

"احذر! زيت طعامك المستعمل يعود إليك سمًا قاتلًا في طبقك!

"احذر! زيت طعامك المستعمل يعود إليك سمًا قاتلًا في طبقك!

"احذر! زيت طعامك المستعمل يعود إليك سمًا قاتلًا في طبقك!

بقلم : رأفت عبده

تنتشر في الآونة الأخيرة تجارة مُربحة ظاهريًا، لكنها تحمل في طياتها مخاطر صحية جسيمة، ألا وهي إعادة تدوير زيوت الطعام المستعملة. 

وقد تفاجأ الكثيرون عندما علموا أن هناك من يقوم بشراء هذه الزيوت بأسعار زهيدة ليقوم بإعادة تدويرها بطرق بدائية وغير صحية، ثم بيعها مرة أخرى للمستهلكين والمطاعم بأسعار مضاعفة.

 هذا التقرير يسلط الضوء على الأضرار الناجمة عن هذه الممارسات وكيف يمكن للمواطن أن يحارب هذا النوع من التجارة غير المشروعة.

الأضرار الصحية الناجمة عن إعادة تدوير زيوت الطعام المستعملة:

إن الطريقة المذكورة لإعادة تدوير الزيوت المستعملة، والتي تعتمد على إضافة النشا والماء ثم التسخين والتصفية، هي طريقة بدائية وغير كافية لتنقية الزيت من الشوائب الضارة والمواد المسرطنة التي تتكون نتيجة القلي المتكرر ودرجات الحرارة العالية.

 هذه العملية لا تقضي على الجزيئات المتأكسدة والأحماض الدهنية المتحولة التي تتكون في الزيت أثناء الاستخدام، والتي تشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان.

تناول هذه الزيوت المعاد تدويرها يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، من بينها:

* أمراض القلب والأوعية الدموية:

 حيث تساهم الأحماض الدهنية المتحولة في ارتفاع الكوليسترول الضار وتصلب الشرايين.

* زيادة خطر الإصابة بالسرطان: 

تحتوي الزيوت المعادة تدويرها على مركبات مسرطنة تتكون نتيجة لعمليات الأكسدة والتسخين المتكرر.

* اضطرابات الجهاز الهضمي:

 قد تسبب هذه الزيوت عسر الهضم والتهابات في المعدة والأمعاء.

* تلف الكبد والكلى:

 يمكن أن تؤدي المواد الضارة الموجودة في الزيوت المعاد تدويرها إلى إجهاد وتلف هذه الأعضاء الحيوية.

*ضعف المناعةالتعرض المستمر لهذه المواد الضارة يمكن أن يضعف جهاز المناعة ويجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض.

كيف يحارب المواطن هذا النوع من التجارة؟

يقع على عاتق المواطن مسؤولية كبيرة في محاربة هذه التجارة الضارة، وذلك من خلال:

1. التوعية والتثقيف:

 نشر الوعي بين الأهل والأصدقاء والجيران حول مخاطر شراء واستخدام الزيوت الرخيصة مجهولة المصدر، وتوضيح الأضرار الصحية الناجمة عن إعادة تدوير الزيوت المستعملة.

2. الحذر عند الشراء:

 تجنب شراء الزيوت السائبة أو المعبأة في عبوات غير نظيفة أو مجهولة المصدر. والحرص على شراء الزيوت ذات العلامات التجارية المعروفة والموثوقة.

3. مقاطعة المطاعم المشبوهة: 

الامتناع عن تناول الطعام في المطاعم التي تبدو عليها علامات استخدام زيوت رديئة أو مجهولة المصدر، والإبلاغ عن هذه المطاعم للجهات الرقابية المختصة.

4. التخلص السليم من الزيوت المستعملة:

 تجنب إلقاء الزيوت المستعملة في المصارف أو القمامة، والبحث عن مبادرات أو جهات تقوم بجمع هذه الزيوت بطرق آمنة لإعادة تدويرها بشكل صحيح أو استخدامها في أغراض أخرى غير غذائية.

5. المطالبة بالرقابة:

 مطالبة الجهات الحكومية والرقابية بتشديد الرقابة على الأسواق والمطاعم لضمان عدم تداول الزيوت المعاد تدويرها بطرق غير صحية، وتطبيق العقوبات الصارمة على المخالفين.

6. دعم المبادرات الصحية: 

دعم المبادرات التي تهدف إلى توعية المستهلكين وتوفير بدائل صحية وآمنة للزيوت.

رسالة للمستهلك:

صحتك وصحة عائلتك أثمن من أي سعر رخيص.

 لا تساهم في دعم هذه التجارة الضارة عن طريق شراء زيوت مجهولة المصدر.

كن واعيًا ومسؤولًا في اختياراتك الغذائية، وساهم في حماية مجتمعك من المخاطر الصحية الناجمة عن هذه الممارسات غير الأخلاقية.

إن مكافحة تجارة زيوت الطعام المستعملة المعاد تدويرها بطرق غير صحية هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الأفراد والمجتمع والجهات الرقابية. من خلال الوعي والتعاون والعمل الجاد، يمكننا الحد من هذه الممارسات وحماية صحة وسلامة الجميع.

*ختامًا:

مما سبق يتضح جليًا الخطر الداهم الذي تمثله تجارة زيوت الطعام المستعملة المعاد تدويرها بطرق بدائية على صحة المستهلكين والاقتصاد الوطني على حد سواء. هذه الممارسات غير المشروعة لا تقتصر على خداع المواطنين وتقديم منتج رديء ومضر لهم، بل تمتد لتشمل تهديد سلامتهم وتعريضهم لأمراض خطيرة.

لمحاربة هذه التجارة الآثمة والقضاء عليها بشكل فعال، لا بد من تضافر جهود جميع الأطراف المعنية. 

يجب على المستهلك أن يكون واعيًا بحقوقه ومسؤولياته، وأن يتحلى بالحذر عند شراء الزيوت ويتجنب المنتجات مجهولة المصدر والرخيصة بشكل مبالغ فيه. كما يتعين عليه أن يكون صوتًا للحق بالإبلاغ عن أي ممارسات مشبوهة للجهات الرقابية المختصة.

في الوقت نفسه، يقع على عاتق الحكومة والأجهزة الرقابية دور محوري في تشديد الرقابة على الأسواق والمطاعم، وتفعيل القوانين الرادعة ضد المخالفين والمتورطين في هذه التجارة غير المشروعة. يجب تكثيف الحملات التوعوية لتثقيف المواطنين بمخاطر هذه الزيوت وكيفية التعرف عليها.

إن المعركة ضد هذه التجارة الضارة هي معركة مجتمعية تتطلب تضافر الجهود والتحلي بالمسؤولية والوعي. فقط من خلال العمل المشترك يمكننا حماية صحتنا وصحة أجيالنا القادمة من براثن هذه الممارسات غير الأخلاقية وغير الصحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق