أبدًا لن تضيع فلسطين: صرخة في وجه النسيان، وقسم على جبين التاريخ!
بقلم : رافت عبده
في قلب هذه الأرض التي ارتوت بدماء الأنبياء، وتهادت على ترابها خطوات الحضارات، وبين ثنايا الذاكرة التي لا تموت، تتردد صرخة مدوية، قوية كهدير الموج، راسخة كجبال القدس الشامخة: أبدًا لن تضيع فلسطين! ليس هذا مجرد شعار عابر، أو هتافًا يذروه الريح، بل هو عقيدة متجذرة في أعماق كل عربي حر، وكل إنسان نبيل، هو إيمان راسخ بأن الحق مهما طال سباته، سينتفض كبركان خامد ليزلزل عروش الظالمين، وأن جذور الانتماء المتشعبة في ثرى هذه الأرض المقدسة، عصية على الاقتلاع، أبية على الانكسار.
فلسطين ليست مجرد قطعة أرض متنازع عليها، أو بقعة جغرافية تحمل اسمًا في الخرائط. فلسطين هي جوهر الهوية، هي نبض العروبة، هي كرامة أمة جُرحت في الصميم. هي حكاية شعب اقتُلع من جذوره، وشُرِّد في أصقاع الأرض، ولكنه ظل قابضًا على جمر الحنين، متمسكًا بمفتاح العودة الذي ورثه جيلًا بعد جيل.
هي صرخة أطفال يرون أحلامهم تُغتصب أمام أعينهم، وشيوخ يقضون لياليهم تحت ضوء القمر يتذكرون بيوتًا وقرى أصبحت أطلالًا في ذاكرة الزمان. هي دماء شهداء سالت لتروي ترابها الطاهر، وقصص أسرى يقضون زهرة شبابهم خلف قضبان الظلم.
إن قضية فلسطين ليست مجرد صراع سياسي عابر، بل هي معركة وجود، صراع بين حق وباطل، بين عدل وظلم، بين إنسانية متجردة من الأنانية، وهمجية متشبثة بالقوة الغاشمة. هي اختبار حقيقي لضمير العالم، وميزان دقيق تقاس به مصداقية المؤسسات الدولية التي تأسست لحماية الحقوق وصون الكرامة الإنسانية.
فكم من قرارات أممية طويت صفحاتها في أرشيف النسيان؟ وكم من مواثيق دولية دُست تحت أقدام الطغاة؟ وكم من صرخات استغاثة أُغرقت في صمت مطبق؟
لكن رغم كل التحديات، ورغم كل المؤامرات، ورغم كل محاولات التزييف والتضليل، تبقى فلسطين شامخة كالسنديان، عصية على الكسر، قوية بإيمان أبنائها، وبدعم الأحرار في كل مكان. إن جذوة المقاومة لم تنطفئ يومًا، وستظل متقدة في قلوب الأجيال المتعاقبة، تُورث كابراً عن كابر، وشابًا عن شيخ. فالحق لا يضيع طالما وراءه مطالب، والأرض لا تُنسى ما دام في العيون دمع وفي الصدور أنين.
*فلسطين ليست للبيع، وليست للمساومة، وليست للهبة! هي أرض الآباء والأجداد، هي مهد الحضارات، هي قبلة الأحرار. ومهما طال ليل الاحتلال، فإن فجر الحرية حتمًا سيشرق، وسيزهر الياسمين في ربوع القدس، وسترتفع راية فلسطين خفاقة على مآذنها وكنائسها، رمزًا للحرية والعدالة والسلام.
*ابداً لن تضيع فلسطين!
هذا ليس مجرد وعد، بل هو قسم، هو إيمان، هو يقين راسخ بأن النصر حليف الحق، وأن الغد حتماً سيكون لفلسطين ولأهلها الصابرين المرابطين.
فلتشهد السماء والأرض، وليشهد التاريخ، أن فلسطين ستبقى في قلوبنا وعقولنا، قضية حية لا تموت، وصرخة مدوية لن تخفت حتى يتحقق النصر، وتعود فلسطين حرة عربية أبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق