الصفحات

يا أصحاب العقول، لا تبيعوا أصواتكم بثمن بخس!

 يا أصحاب العقول، لا تبيعوا أصواتكم بثمن بخس!

يا أصحاب العقول، لا تبيعوا أصواتكم بثمن بخس!

بقلم : رأفت عبده 

أيها الناخبون الكرام، يا من تحملون أمانة هذا الوطن ومستقبله بين أيديكم، يا من تملكون قوة التغيير بصوت واحد، استيقظوا! استيقظوا من سبات قد يطيل ليل الظلمة على أرضنا!

مع اقتراب انتخابات مجلس النواب، تطل علينا وجوه تحمل أقنعة زائفة، وألسنة تنطق بوعود كاذبة، وأيدي تمتد بعطايا بخسة، تظن أنها قادرة على شراء ذممكم، واستغلال حاجتكم، والاستيلاء على أصواتكم التي هي أغلى ما تملكون.

تلك الحكاية التي سمعتموها عن المرشح الذي حسب أن حفنة من النقود قادرة على شراء ولاء شيخ طاعن في السن وعائلته، ليست مجرد نادرة، بل هي صرخة مدوية في وجه كل من يستهين بعقولكم وكرامتكم. إنها تعرية فاضحة لمن يظن أن فقر البعض هو صك ملكية لأصواتهم.

يا من تلوح في الأفق مغريات رخيصة لشراء أصواتكم، هل فكرتم يومًا في الثمن الحقيقي الذي ستدفعونه؟ إنكم لا تبيعون ورقة اقتراع فحسب، بل تبيعون سنوات قادمة من حياتكم، وحياة أبنائكم، ومستقبل هذا الوطن الذي ننشده جميعًا. إنكم تفرطون في حقكم الأصيل في اختيار من يمثلكم بصدق وأمانة، من يحمل على عاتقه مسؤولية تحقيق آمالكم وتطلعاتكم.

لقد قالها ذلك الرجل العجوز بحكمة بالغة: "بقى يعني معرفتش تشتري حمار بفلوسك وجاي تشترينا بيهم أنا وعيالي؟". كلمات قليلة تحمل في جوفها درسًا قاسيًا لكل من يظن أن الإنسان، بقيمته وكرامته، يمكن أن يُشترى بأبخس الأثمان.

يا أصحاب العقول الراجحة، لا تجعلوا قيمة أصواتكم أقل من قيمة حمار يحتاجه رجل بسيط في معيشته! لا تسمحوا لأحد أن يشتري إرادتكم، وأن يحولكم إلى مجرد أرقام في صناديق الاقتراع. صوتكم هو قوتكم، هو سلاحكم في وجه الفساد والاستغلال، هو الأمانة التي ستسألون عنها أمام الله والتاريخ.

لا تبيعوا أصواتكم، لا تبيعوا مستقبلكم، لا تبيعوا كرامتكم. اختاروا بعقولكم وقلوبكم، اختاروا من يستحق ثقتكم، اختاروا من يحمل همومكم بصدق، ويسعى لبناء غد أفضل لكم ولأجيالكم القادمة.


استيقظوا أيها الناخبون، فمصير هذا الوطن بين أيديكم، ولا تجعلوا ثمن أصواتكم أقل من قيمة حمار!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق